الكاتب / إبراهيم عبدالفتاح شبل
لحم للبيع
ركب الرجل عربته التي
يجرها حمارا ضعيفا هزيلا يشكو هو صاحبه الذي اخذ أسرته ناحية الشرق باحثا عن سبل
للحياه أوسع من قريته وفعلا وصل إلى أحد القرى فوجدها نايمة ولا اهل الكهف فقال
ماذا افعل اوقف الحمار ونصب خيمة صغيرة لينام فيها مع أسرته ولكن الأطفال اشتكوا من
الجوع فأخذ الأب يبحث عن طعام في أنحاء القرية ولكن رجع بخفي حنين فقالت زوجته
لماذا لم تطرق احد الأبواب؟ قال وجد شئ عجيب
فكل أبواب القرية مغلق
ومؤصد بقفل من الخارج وكأن احد يغلق الأبواب من الخارج فتعجبت زوجته وأحست بشئ
مريب بالقرية فقالت لزوجها هيا نغادر
القرية ونخرج منها ولكن
رفض الزوج أن يسمع كلام زوجته فقد تمكن منه اليأس والتعب فقرر البقاء فنامت الأسرة
من شدة التعب حتى أشرقت الشمس فدبت الحركة في القرية فصاحت الأسرة على أصوات
البائع الجائلين فذهب ليشتري منهم طلبات الأسرة فكانت المفاجأة التي أخذت عقله فوجدوهم
يرفضون البيع لأنهم لانهم قد مسخوا على هيئتهم فنظر بعينه فوجد رجل قادم من بعيد
يحمل طعاما ويعطيه ولكنه كان خائفا ويريد أن يغادر القرية بسرعة ولكن الرجل طمئنه
وقال له تعالي معي فوجد معه اقفال ومفاتيح كثيرة فسأله لماذا كل هذه المفاتيح؟
فأجابه هذه القرية كانت تبيع لحم بناتها لمن يدفع
فسخطهم الله على هيئتهم
إلا القليل من الطيبين والأطفال فعندالمغرب أغلق كل بيوت القرية وعند الفجر افتح
ابوابها
للدعاء كي يحمينا الله
ولا نكون مثلهم
فقال أين تسكن اسكن أنا
وأسرتي والأطفال في القرية المقابلة وقد رايتك ليلا تدخل القرية فعرفت أنك غريب
فأشفقت عليك ولكن التعب جعل تنام حتى طلوع الشمس فهيا تعالي بأسرتك معي فوجد طفلين
وبنت
فقالت الأم: هم قرة
عيني
قال الرجل: بارك الله
فيهم
قال الأب: هيا نخرج من
هذه القرية وحضن ابنته بعطف وحنان وابتسمت الطفلة ابتسامة اجمل من شروق الشمس لتعيد
الأمل في روح أبيه ليعود مرة ثانية بين احضانها لأنها حصن أبنته ودرعها فأهل قريته
طيبين كطين الأرض التي تشبهم.
فليس بينهم مسوخ فالكل
معروف لدى الآخر فابنته هي بنت كل القرية فلا احد يبيع لحما هنا.
الكاتب / إبراهيم
عبدالفتاح شبل