واثق العبدالله
🌹🌹
الحبُّ حينَ يغزوهُ النّبيذْ
أريدُ أن أحبَّكِ..
بطريقةٍ جديدةْ
بطريقةٍ مغايرةٍ لطرقِ
الحبِّ هذهْ
أُريدُ أن أحبَّكِ
كآخرِ امرأةٍ موجودةٍ
وكأوّلِ امرأةٍ تتعرّى
لتظهر القصيدةْ
ومثل أوّلٍ رجلٍ..
يَسأمُ من جميع
انتصاراتهْ
ويُريدكِ أن تكوني
هزيمتهُ الأولى
أريدُ أن أحبَّكِ
كرجلٍ..
يتذوّقُ للمرّةِ الأولى
طعم البكاءِ
وطعم الشّقاءِ
وطعم النّشوةِ الأولى
أريدُ أن أحبَّكِ..
داخل أسوارِ مدينتنا
قُربَ هذا الجّوعِ كلّه
وقُربَ هذا الخرابِ كلّه
متلاصقينِ رغم ما فيها
من تشتّتٍ
ورغم ما فيها من تمزّقٍ
ورغم ما فيها من
انهيارِ
ولكن بعيداً عن أعينِ
المخبرينَ
وبعيداً عن ألسُنِ
الفتياتِ
أُريدكِ بطريقةٍ..
لا أقطفُ الوردَ فيها
كي لا يقالَ عنّي
مجنونٌ يغتالُ الوردَ
وبطريقةٍ..
لا أُسكنكِ الغيمَ فيها
كي لا يقالَ إنّي
أستعمرُ الغيمَ
وبطريقةٍ إن ملّلتُ
منكِ
عدتُ إلى مدينتنا..
لأهربَ منها نحو
ذراعيكِ
أريدُ أن أحبَّكِ داخل
مدينتنا
التي تخشى الحبَّ
وتَنفيهِ
وتُطاردُ العاشقينَ
خلفَ الشّبابيكِ
الملوّنةْ
وتُطاردُ العاشقينَ..
داخل الأغاني القديمةْ
وداخل المرافئ القديمةْ
وداخل أيّةِ صورةٍ
ضاحكةٍ
وداخل أيّةِ قصيدةْ
وأن نبني مدينةً هنا
يتلوّنُ الغيم السّارح
فيها بلونٍ أرجوانيّ
ويكون القمرُ أصفراً
..بلونِ عبّاد الشّمسِ
ويفرشُ الحبُّ في
طرقاتها
ورداً من دمي
وقصائداً من دمي
وتكونينَ فيها ملكةً..
آمرةً فيها وناهيةْ
لا سُلطةٌ للخوفِ فيها
لا سُلطةٌ للسّلطةِ
فيها
إلّا سُلطتكْ...
ولا سُلطةٌ للجّوعِ
فيها..
وأعصرُ -حين أظمى-
خمراً مباركاً
..من شَفَتيكِ
وأحصدُ -حينَ أجوعُ-
قمحاً..
..من بينِ نهديكِ
وأطعمُ ملايينَ
النّجومِ
السّابحةِ في دمي
وملايينَ الأطفالِ
المشرّدينَ..
في فمي
لأصير طفلاً لا يَهرمْ
ولأصير كوناً لا يَعدمْ
ولأُولدَ مراراً
ومراراً منكِ
وتولدينَ مراراً
ومراراً..
من ضلعي ومن دمي