محمد صالح
سوريا
ليلة البارحة
ظللت أشرب حتى بلغت أرض
النسيان الكبرى
ولما بلغتها ، رحت
أتذكر
على هواي
وأنا سكران .
تسكرني الأشياء
التي لا تشرب أكثر من
كل خمور العالم مجتمعة ..
مثلا : كلمة ليل
التي تجمع بين لامين
لينيتين
وياء سعيدة
تملأ يدي بالنجوم
وقلبي بالكؤوس والسلام
أما كلمة حب
ذات الحاء المضمومة
بقوة والباء
المكتنزة بالأصابع
والقبلات
فتجعلني أتطاير في
الهواء
وأتقلب على هواي .
تسكرني الأشياء .
مع أننا نلتقي
بشكل شبه يومي وغالباً
خارج الإنتباه
مع أننا نمشي لمسافات
طويلة مع نجوم الليل وفي شمس النهار
مع أننا نكتب القصائد
ونرسم النهايات غير
السعيدة
للأشياء الجميلة ،
مع هذا كله
نحن غائبان دائما .
أظل الضحكة
التي تلمع في عينيك
وأنت تقبلين
أما أنت فتظلين
الإرتجاف
الخفيف على رؤوس أصابعي
وانا أبتعد .
دائما أكون على مسافة
خطوتين
من الباب ، عندما
تختفي الطريق من أمامي
ويختفي الباب .
الجبل وأنا
مليئان بضوء القمر
وعيون الغزلان والأسرار
أنا والجبل .
ظللت أتتبع الشمس
من قمة إلى أخرى وأنا
حاف
حتى غابت الشمس
ولفني المساء .
قمة جبل الشعرة هذا
المساء .