بدرية محمد محمد
منذ ثلاثين عاما وأنا هنا
.........
أنا لا أكتب الشعر,
لكنني أتحدث
إلى الطفلة التي تركتها منذ ثلاثين عاما
خلف الشجرة
أنا أيضا لا ألجأ إلى
المجازات
وتشريح الصورة ,
لأن الصورة اختفت هي
الأخرى
ولم تعد تعنيني
.....
أنا تلك الطفلة التي
هربت مني
بالكتابة أستعيدها
لأتعرف على نفسي وأبكي
.........
كلما فكرت بالكتابة
أختصر الطريق في معجم
البلدان
وأتذكر بلادي فأنسى
اللغة
شكرا للحرب التي خلقت
مني مواطنة صالحة
لاتحب العادات الليلية
والوجبات السريعة
شكرا للطائرات التي
توقظ الأطفال بعد منتصف الليل
بدلا من التبول اللا
إرادي
(للتوماهوك) يمر فوق
رأسي
ويذكرني بأن هذه الرأس على كتفي
ليست نووية
وهذا القلب
ليس جدارا مصنوعا من الإسمنت
شكرا للناقد العجوز
وكمية النصائح التي
يقدمها للمبتدئيين أمثالي
كأن أصغي جيدا لألحان
بليغ حمدي
واستمتع بهز الوسط
......
بالمناسبة/
هناك من يستغل الحب
ويختصم أرواحنا
لهذا صرت أخاف
الحيوانات
وأغلق الباب باستمرار
ماذا لو سقطت من على
هذا النص بمفردي ؟!
.......
مهلا حبيبي
نسيت أن أخبرك
أنا سيدة لاتنسى أنوثتها
حين تستقبل المساء
فقد علمتني أمي فنون الطبخ
وعلاقته بكتابة القصيدة
وكيف لي أن أثبت جسدي
على الفراش
وأختصر المسافة بيننا
ببساطة هذي هي أنا !!!
& بدرية محمد
الناصر