المصطفى المحبوب
المغرب ..
سعادة لم أتعلم منها شيئا....
لا يهمني إن تخلت عني
قصائدي.
أوبلغت عني شرطة
الأخلاق
أو أحرقت ملابسي
الداخلية ..
ستبقى الحياة كما هي
لن يتغير أي شيء
لكن قلبي سيظل يفكر
في حيلة لإنقاد قلوب
كثيرة..
سيفكر كيف يوزع الفرح
على جنبات قبر أختي
التي رفضت أن تودعني..
ستختار المكان الذي
يناسبك
لا أحد سيناقش أو يرفض
رغبتك..
يمكنك النوم وسط دكان
أو استعراض تجربتك
وأنت تعانق غيوما
مستوردة..
الحفر هنا كثيرة
الشاعر الذي صاحبته
مات البارحة دون أن
يودع
بائعي السجائر أو يسحب
ماتبقى له من راتب هذا
الشهر ..
مع ذلك قدموا له
حفرا عديدة واختيارات
كثيرة..
حينما تفقد أحد أحبتك
تنسى أنك كتبت شعرا
يوما ما
تنسى المجازات
التي دعتك لتناول شراب
الليل
تنسى عبارات الإعجاب
تنسى أن هناك قصائد
وعدتك بعناقات كثيرة
تنسى كل شيء..
تنسى الجزار الذي
باع لك لحما مغشوشا ..
حتى راتب آخر الشهر
تتجاهله
لأنه لا يكفي لتجفيف
دمعة ..
حينما ماتت أختي
علمت أني لم أتعلم درس
الشعر بعد
علمت أن لذة الشعر
خذلتني
أن القصائد التي حميتها
طويلا
ترقد الآن مع رجل غريب
وأن جثمان أختي سبق أن
استعطفني من أول راتب
استلمته ..
كنت خاطئا
خبأت أشياء كثيرة عنها
خبأت عنكم طويلا
صورتها وإبداعات زوجها
وسلك الكهرباء الذي
سرقته
حتى يتناول أطفالها
وجبة العشاء
حتى يناموا وتلفهم
أجنحة الأحاجي ..
لم أكن أدرك
أن الحب لا يحتاج
فاتورة موت
أو لائحة بأسماء
المشتريات ..
وأن جسد وروح أختي
كانا مليئين بسعادة لم
أتعلم منها شيئا...
المصطفى المحبوب
المغرب ..
