أفين أوسو
ثلاثة قتلى بأفيون الحب
في زبد الزحام
مضى بقربي متلثّم
الدهشة
أغمضتُ عينيّ
كمدينة تطفئ قناديلها
خشية الاحتلال.
ألتفت مبتسماً ملتحفاً
بالسؤال:
– يا لوزية العينين،
أمازلت تربتين على شغب الحنين حتى ينام؟
– ما عاد صغيراً يا
وتيني...
ليغفو طوعاً لأمري.
تجبّر
وبات يتحيّن الليل
ليرمي القشّ العائم في
ذاكرتي بالأعواد.
«لنلتقي هذا المساء»،
قالها ومضى يتمعّن السماء.
هرولت بين الزحام،
علّني أجد ما يسرع من دوران الأرض
ويطلّ هذا الليل الذي
منذ صغري كنت أخشاه
صادفت رجلاً يجلس أمام
عتبة بيته حزيناً
– يا عمّاه!! كيف لنا
أن نسرع من دوران الأرض، لينجلي الليل؟
أجابني شاهقاً:
– منذ توفّيت زوجتي،
وأنا حبيس الظلام.
ركضت لأمّي، وهي تغسل
ملابس أبي والرغوة تطفو تشقّقات يديها:
– كيف لنا أن نمحي نور
الشمس؟
زعجرتني:
– ومتى رأيت النور مذ
تزوّجت والدك؟
ومنذ ذاك الوجع وأنا
أفتّش عن ليل
لربما جاء ولم نلتقِ.
هل غوى الصباح بوجهه
الضحوك وعصى الأفلاك،
أم عماني وهج الحنين
وما عدت أميّز الألوان؟
منذ ذاك الوجع وأنا
أرمي بالصباح وراء ظهري
يزعجني صوت فيروز
ورائحة القرفة من بائع
الكعك
كلما أغمضت جفني تحت
جناح الدجى
هرولت بحثاً عنه في
ضباب الأحلام
لمحته ذات حلم وغاب
تعثّرت
صنعت طائرة ورقية وكتبت
على طرفها «أين ألقاك؟».
وحين نهضت، كانت أمّي
قد أحرقت طائرتي
في وعاء البخور
تستعيذ من شيطان
يتلبّسني، مسبّباً لي الهذيان في المنام.