جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءسليمان حسين

تموت الاشياء من حيث تولد وتولد حيث تموت...

 

سليمان حسين

 

تموت الاشياء من حيث تولد وتولد حيث تموت...

كل عام وأنت ضحية انتسابك لي، هكذا بادرني وطني في صباح عيد ميلادي السابع والثلاثين، حيث استوقفني أحد متفحصي الهوية في مدينة عربية، محدقاً في وجهي متأملاً، وكاد أن يخبرني بمايفكر، لكنني قرأت علامة الاستفهام التي كُتبت على ملامحه وهو يسال نفسه، كيف لهذه الملامح أن تحكي قصة عيدميلاد؟!

وحدهم الحمقى من يحتفلون  بانقضاء عام من عمرهم دون تحقيق أي بطولة أو سجل نضالي يذكر .

ووحدهم الوطنيون من يدفعون فاتورة الانتماء للوطن حين يغادرونه .

ذلك الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله ببداية عامي الجديد، أن اشيّع كل التجارب الفاشلة الى مقابر النسيان، وأصنع منها سلّماً ارتقي به في عامي الجديد...

كل الذين حاولو الصعود إلى ذروة الوطنية كانوا فاشلين. قليلون من عادوا منهم بسلام، وكثيرون من انتحروا من علوّ شامخ في منحدر الحماسة او بربطة عنق صنعت بألوان أعلام بلادهم، لتتقاسم حروف الجرائد أخبار وفاتهم وتتألف قصص الخيانة والعمالة، التي أرادها ان تظل سيرة بعد وفاتهم ذلك الحاكم الذي صنع كرسي عرشه من رفاة الابطال وصبغه بدماء الشهداء .

حين يطأطئ الوالي راسه أثناء عزف النشيد الوطني ومع مرور جثة شهيد بذل روحه فداء للوطن، فهذه ليست إلّا انحناءة الجبناء،  فالقادة والشجعان يموتون في الحرب أو أثناء معركة دفاع عن مقدسات الدين أو الوطن...

"لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء".

 قالها وهو على فراش الموت خالد بن الوليد، وحدك أنت خالد ياخالد للابد، وكلّ حكامنا اليوم يموتون على الأسرة البيضاء في حضرة من كانوا  أعداءك ، وتعزف الموسيقى الساخرة من رحيلهم اثناء تشييع جثامينهم، وتذرف دموع السياسيين  لرحيل مظلة كانت تقيهم من صيحات الاحرار، ليأتي دور أحمق آخر يتولى دفن ماتبقى من أمل في قلب كل حر ليصيح كل الاحرار مهاجرين خارج أوطانهم، فلا نامت أعين الجبناء فلا نامت اعين الجبناء...


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *