جوانا إحسان أبلحد
🌹🌹
تـأمُّـلـيَّـة عـاجـلـة
قَدْ أكسرُ جرَّة
الذكريات على أرضِ ( الصفنة )
وعلى هذا المَرْمَر
يُراقُ الحنين..
هَلْ يتشظَّى نيزكُ الهجر
على أرضِ اللُقيا ؟!
هَلْ نُرتِّـقُ ثوبَ
الإساءة بإبرة الغُفران ؟!
هذا ما يُساوِرُني،
بعدَ نصفِ عامٍ مِنْ الخِصَام..
:
قَدْ نجيدُ التأمُّلَ
الأرهف بالحدائق العامة
هو ذا أتامَّلُ طفلاً
اِنفلتَ مِنْ يدهِ بالونَ الهيليوم
كُنتُ هذا البالون
وتواريتُ عَنْكَ بموقفٍ عاصِف..
أذكرُ ردَّةَ فعلِكَ
قارَبَتْ ما فعَلَهُ الطفلُ عندما تناءَى بالونُهُ !
هذا ما يُؤنِسُنِي،
بعدَ عامٍ مِنْ الخِصَام..
:
قَدْ يتصلُ واحدُنا
بالآخر مِنْ رقمٍ مجهول
أجَلْ لاأنبسُّ بكلمة
على مدار الفُراق !
أكتفي بـ ( ألو )
مِنْكَ، وأغلقُ فوراً مجرى اللهفة..
أجَلْ لاتقوى صمتاً على
مدار الفُراق !
لاتكتفي بـ ( ألو )
مِنْي، وتحاولُ أنْ تـتبدَّى بـ توْقِ اللحظة..
تصوَّرْ لَمْ أبادلْكَ
النُطقَ مرَّة ! تصوَّرْ لَمْ أسمعْكَ مرَّة !
وكُلُّ غلقٍ عاتٍ
لاتصالِكَ، فتحَ بداخلي هُـوَّةً أعتى !
هذا ما يُؤرِّقُنِي،
بعدَ عاميْن مِنْ الخِصَام..
:
قَدْ أطرقُ بابَكَ
بيومٍ ماطرٍ على وجه الفجأة !
قد تنصدمُ لثوانٍ بهذهِ
الزائرة الـمُـبَـلَّـلَـة كثيراً !
ثُمَّ تستوعبُ أنَّ
هذهِ الهامِدَة أمامَكَ ليستْ إلَّا أنا -بالنسخة الفُراتيَّة-
لَمْ أتوقَّعْ أنْ
تأخذَنِي بالعِناق المُستدام لمئةِ نبضة !
هو ذا أتقاطرُ أمامَكَ
بدلالاتٍ كثيرة -آخِرُها المَطَر-
لَكِنْ تحارُ بأمري لو
بقيتُ أتقاطرُ صمتاً -بعدَ توقُّفِ المَطَر-
حتَّى بعدما
جَـفَّـفْـتَ لي شَعري وكُـلِّـي..
حتَّى بعدما صنعتَ لي
مشروباً ساخناً لا أعرفُ ماذا هو..
أراني مُتكوِّرة على
صمتِي أمامَ مَوْقدِكَ الحميم
وأستمرُّ بالصَّمتِ
الآيلِ للنُعاس أمامَ مَوْقدِكَ الحميم
تُحاوِلُ أنْ تكسرَ
زُجاجَ صَمْتِي بمِطرقةِ العِناق..
بينما أُغادِرُكَ
-خِـلْـسَـةً- بِمِعطَفِ الصَّمتِ بعدَ ثلاثِ ساعات !
لَمْ تأخذْ مِنْي أيَّ
تبريرٍ أو تفسير يُـعَـلِّـلُ هذا الحضور..
ولا أيَّ سؤالٍ أو عتاب
يـنـبـشُ قديمَ الغياب..
بَلْ أخذتَ فقط نُـطـقَ
شِفاهِي المُتحرِّكة لأجـلِ الـقُـبَـل وليسَ الكلام !
هذا ما يُدهِشُنِي،
بعدَ ثلاثةِ أعوامٍ مِنْ الخِصَام..