منذر عشرية
كتبتُ
نص عن السيِّـدة
إكس..
ــ
ملايين من السيِّدات
شَذَّبن حياتي..
رُبما كان النص عن
السيِّدة راحيل.. أو عن
راما, أو عن ريتـا الغجريـة, أو كان
يصفُ ما أودعتـه
السيِّدة
أمنيـة روز
في قلبي من غزل وأنفاس
يبيَضُّ لها الليل
لسخونتها.
كنتُ قد كتبتُ النص
وأنـا حزين, مُتخاذل وباهت إلى حدٍ ما..
كانت تداعبُ أخيلتي
هفهفة من أفكار تنبتُ كالوساوس,
ما دعاني أنسكبُ على
الورق منفلتـاً منـي
بلا وعي إلى
أرض النص الذي كتبتهُ
عن
السيِّدة إكس.
بالأمس
تذكرتُ قول العم إلياس
بائع
الطماطم الحكيم يصفُنـي:
-هو ذا الرجلُ بداخلهِ
حقل من النساء,
لا تُأمِّنوهُ على
بناتِكم,
لسانهُ
كالمنجل..
وعيناهُ عقربتان..
"
كانتْ السيدة إكس في
النص تتلعثم كريتـا
الغجرية والعطر كان
كاللافتة موسوماً عليها
راحيل.. -السماء تشتهي
دموع الأرض-.
••
لم يكُن النص حقلاً من
النساء..
ولم أكن أنا شاعراً كما
ينبغي..
ولم تكن ريتا الغجرية
أنثى تحفها الحمائم.. أغمضتُ
عينيَّ وأنا أقرأ النص
للمرة الثانية.. فكانتْ ريتا الغجرية
أنثى مبروزة من خشب..
ولم تكُن راحيل تلك
السيدة التي تمشي على
الأرض فيئن الحجر
ويصيرُ
ترابها خفيفاً من سحاب
عادية.. كان النص قد كذَّبَها..
حين تدفقتْ السُّمرة
كالشلال
يفِجُّ الصخر..
••
وراما في النص كانت
واضحـة تماماً..
واضحة كشهاب يسقط علي
عدسة العين. كأنها
منقوشة على جبين الورد، صافية
ونقية كالعسل.
وأنا أقرأ النص عن
السيدة إكس..
فكرتُ في صمت وراما
ضاحكةً تقفزُ تقليداً لدقات
القلب.. أتذكرُ الخاتم
المُذهَّب على إصبعها ونظرة
الفراش خلفَ رموشِ
العين،
أتذكرُ راما
تبتسم، تضحك، تضعُ
قنديلاً
على يميني
وتنادي نحو السماء..
هيا نطير.. أُجيب: لسنا
ملائكة ولكن
الحب سيجعلنا
نطير.
مُنذر