الرواية فى تنزانيا ٢"
-----------------------
[{ روايةُ :"حينما ينجلى الليل"ل/مسوكيلى }]
= قضايا الفقر والبطالة=
* وقد جسّدت شخصية (تشيكو)و(جونزا) فى الرواية
،نوعية الشباب العاطلين عن العمل،حينما
وصفت تشيكو بعد عودته
إلى المنزل مُتعباً ،بعد انشغاله لمدة طويلة بالبحث عن عمل بلافائدة، ولم
يكن حال صديقه جونزا
مختلفاً ،فقد وصل جونزا
إلى مكان تتجمّع فيه
هيئات حكومية عديدة وشركات خاصة،وقرّر أن يبدأ مهمته ،وحينما وصل
إلى المكتب الأول وجد
إعلاناً مكتوباً عليه:"لايوجد عمل هنا؟..بحث في المدينة بأكملها،ولكن كل
الإجابات كانت سلبية،فقرّر العودة إلى كوخه فى
"مانزسى"..فالفرصة
شبه معدومة،حتى لقد وصف
جونزا لصديقه تشيكو أنه
ذهب إلى أحدهم بحثاً
عن عملٍ ولكنّه بدلاً
من أن يتلقّى ردّاً وجد كلباّ
يطرده للخارج، ويبدو أن
الهندى صاحب العمل ،أراد
ألاّيرهق نفسه،فوضع
كلباً على الباب ليتولّى طرد هؤلاء المترددين طلباً للعمل،مما يدل على كثرتهم .
*وأوضح تشيوكى أسباب
هذه الأزمة :"إن أحد أسباب الفقر ترجع إلى تزايد النسل دون القدرة على رعايتهم"
بل جعل"أن الاستعمار أجبر الناس على كثرة الإنجاب، وكفل لهم قدراً ضئيلاً من
التعليم لايؤهّلهم لسوق العمل"..وعلّق عليه تشيوكو قائلاً:
"إن هذه الشعوب
تعتمد على تنمية شعوبها على المال الناتج من العمل فى المصالح
والمصانع..و"أنَّ
الدولة لا يمكنها توظيف
جميع سكانها"لكن جونزا
يرى أنها مبررات غير
منطقية،فالإعلانات عن عدم
وجود عمل موجودة،ولكن
هناك من ينالون الوظائف.
فهناك إذن شئٌ لايفهمه
جونزا،ولذلك بدأ يفهم هذا الغموض من خلال تعليقه،أن الرشوة أدّت دوراً رئيسياً فى
تفاقم هذه الأزمة،فبدون رشوة لايكون
هناك عمل، ويؤكد النص
ذلك:"هل لديك أى عدد من الدولارات لإقناع المدير،فهى سلاح
فعّال"..ونظراً
لعدم وجود المال الذى
يقدَّم كرشوة لنَيل الوظيفة
..فإن البعض قد فكّر فى
الهجرة إلى خارج البلاد
بحثاً عن فرصة عمل فى
مكان آخر. وهو ماجسّدته
شخصية (تشوتشو) الذى
حصل على جواز سفر
مزوّر هرب به إلى
زامبيا،وأرسل رسالةً لصديقيه جونزا و تشيوكو يحكى لهما عن أبواب العمل
المفتوحة،والنقود الكثيرة و....، وهذه أول رواية تتحدّث عن هجرة العمالة إلى
الخارج بحثاً عن فُرص أفضل وعائد أكبر،حتى لو اضطُرَّ البعض لارتكاب جريمة من أجل
هذا السفر.
*حاول (جونزا)أن يفعل
كما فعل صاحبه،فلم يجد مفرّاً سوى السطو المُسلَّح،من أجل توفير المال الذى يساعده
على الهجرة والهروب من الواقع الذى
يعيش فيه،ولكنه قُتلَ
أثناء عملية السطو على أحد مساكن الأثرياء،وهى النهاية التى اختارها المؤلف
ل(جونزا)الذى أصابه
اليأس والإحباط بسبب البطالة
..بينما ظلّ (تشيوكو)
يحلم ويفكّر فى حلّ عملى يخرج به من هذه الأزمة.
**كان
تناول(باليسيديا)و(مسوكيلى)مشابهاً فى رصد المعاناة التى يعانيها الشعب فى البحث
عن فرصة عمل،واتفقا من خلال معايشتهما للواقع وآفاته،على أن الرشوة من المعوقات
الأساسية التى تحول دون تحقيق هذا الحلم (العمل)..ووضعت
(باليسيديا)النهاية
بالانحراف(الدعارة/السرقة/
الإدمان)..ووضع
(مسوكيلى)نهايته(السرقة/الهجرة/وحلم الخروج من الأزمة). وكلاهما تجسيدٌ لمرارة
الواقع،وتأكيد على أنّ المُحصّلة ليست فى صالح المجتمع بأيّةِ حال من الأحوال،وفيه
توضيح
لكافة المسئولين
والعقول فى المجتمع باتخاذ إجراءات حاسمة وفعّالة لحلّها.
________________
حامد حبيب_ مصر