جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

مها قربي

تداعيات

كان يوماً متخماً بالحكايا

وضجيج أخبار

عن ازديادأعداد الضحايا

عن حروب تصطاد الفرائس عن بعد

عن انفجار سيارة مفخخة وقتلى

عن لغم يحصد فلاحاً يرعى خرافاً

عن عصاه وهي تنغرس في خاصرة حقل لتتحول شاهدة قبر .

كان يوماًمفعماً حتى الثمالة

بكل أحاسيس الغضب...

حزن ...ألم...وجع

قهر ..تعب

من الوقوف في الطوابير

للحصول على الرغيف

أو جواز سفر ..

عن الزحمة

لركوب الحافلات

أودفع فواتير المياه المقطوعة

والكهرباء الممنوعة

عن البطاقات الذكية

والملايين الغبية

عن مشاريع لأوطان مستباحة

وأخرى مباعة

عن وباء امتلك مهارة القنص

ومشافٍ  لم تعد تكفي

عن حصار يتسع لصور تتلاحق

ومشاهد تنبؤ بتغير

شكل الشظايا..والخرائط

والمقابر.

عن اقتحام ينذر بالنهاية

وخروج يفضح أسرار الوشاية

عن أفلام لنهاية العالم وتقارير

عن مبنى التجارة عن الأسرى الفارين ....وأسرى مغيبين ..

عن أيلول أسود واحمر وأصفر .

عن خريف الحصاد...

حيث الأشجار تلوي أعناقها خجلاً

وهي تتعرى في انتظار لحظة الطين

عن رؤوس السنابل الملأى

تنحني نديةً من عرق....

عن انكماش ندف القطن على زهره لتحافظ على بكارتها...

من أول هطل محملٍ برذاذ التراب.

حيث الأرض مرهقة تنفث الأوراق

تنثرها

فيتمددالرصيف

و تنزُّحواف الطريق من هشاشةٍ صفراء.

تطوق الغيوم الشمس ..لتتنحى

فيستعد السنونو للرحيل

أتوجه نحو نافذة تطل على الأفق السرمدي

أرتمي على أريكةٍ تتسع لشخصين

كل مافيَّ مرجل يغلي

جسدي منهك أتكور

أستنجد بنسمةٍ تمنحني شعوراً بالسكينة والسلام

تلتهمني وحدتي

وانهمار الأسئلة

كم من خريف..غادرنا

عراة

كم من خريف شهد ولادة حملان في زمن الحصاد .

كم من حفاة اختفت آثارهم في الردم .

كم ساعةٍ رمليةٍ أفرغت رأسها

من حمولةٍ..

لتنذر بالرحيل

فتراكمت ذراتها في القاع.

كم من الأعوام أفلتت من بين أيدينا...بلا جدوى

فكبرنا قبل سنوات العبور.

وكل ماحولنا فضاء حالك

ينذر بمطر حامضٍ وأعاصير جارفةٍ.

زحفَ الخريف

محملاً بذاتهاالأشياء

هي نفسهاالأشياء التي يحملها

عابر سبيل

سقطت هويته

فاختطفها البحر

فتابع هارباً

غير آبه باليباس والغيلان

عند مفترق الطريق .

زحفَ الغمام

وطارت أسراب السنونووالحمام

تنعي أعشاشها

راقبتها عن بعد ...

تملكني حنين الأمكنة

وفي اللحظة المكتنزة بالوهن والوحدة....

رحت أرتشف ثمالة الشوق إليكْ

أحاول التمرد على وحدتي

بالبحث عنك

أتفرَّسُ في الزواياوالمرايا

أتنفس بقايا الروائح والعطور

أتحسس عنقي بأصابعي

أبحث عنك في عبق شالي

وأنت تلقيه على كتفي

لتنتشلني..وتأخذني

إلى مهاوي القلب

فأراك الوجود في الموجود

وتراني المحسوس في وهج الغواية

فتضمر مكرالولوج إلى  الخطايا

ينقبض قلبي

يحاصرك نبضي

فترقد في رحابه

وأغرق في الحنايا

أدرك أن لامناص من امتدادك فيَّ

تخرجني إليك كنافورةٍ

ولامناص من قلبٍ عارٍ إلا من لبوس عشق

تخطفني ...تجمعني

وتطلقني ..أسراب فراشاتٍ ملونةٍ

لأستفيق من وهلةٍ

أتخطى وحدتي

تمسك يدي

نجتاز معاً عتبة القهر

نعبر   ..خارج دائرة المكان

نجتاز المقابر والسجون

نتخطى الحواجز

والحدود ....

رجال الأمن والحراس وشارات المرور.

نتحدى رصاص القنص

ورمايات الموت

نركض نحو حقول من بنفسج

نعيد تركيب الحجارة والعمارة

نكسر صواعِ الملكِ والأسر ِ

نسير نحو الصبح

نلملم تفاصيل البياض من السواد

نعيد تزيين الأماكن. ..

لنر المشاهد بلا كدر

نطئ الأرض ونمشي نحو منسوب

الشجاعة باقتدار ...لسنا وحدنا

وليس من ضوء يعادل

لمسة البعث في وضح النهار


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *