قصة قصيرة
بث مباشر
مهداة إلى كل شهداء القدس ممن رحلوا ومن سيرحلون.
فور أن اتصل بي صديقي على قمتُ بفتح التليفزيون... الجرحى الفلسطينيون
كثيرون .. صوت الأمهات بح تمامًا، فكتبوا ما كانوا يرددونه حبيس القوسين: (
(أنتوا فين يا إخوانا
العرب(
- بابا أنا عايز أتفرج أنا
وأصحابي على نهائي الكأس بين الأهلي والزمالك ..
ألتفتُ إلى ابني الواقف بجواري .. في غل شديد ..
رحتُ أنظر إليه تارة.. وتارة ثانية إلى أصدقائه الواقفين مبتسمين بجواره..
وتارة ثالثة إلى شاشة التليفزيون التي صارت بقعة كبيرة من الدماء..
وجدتني أنظر إلى ساعة الحائط التي دقت بشدة معلنة الساعة التاسعة تمامًا،
وهذا موعد الحظر الذي فرضته علينا حكومتنا الموقرة، لحماية شعبها من وباء
كورونا" مقهى العروبة" الذي يجلس فيه ابني وأصدقاؤه قد أغلق تمامًا لعدة
مخالفات.. فما كان مني إلا أن أمسكتُ بريمود التلفاز.. مضطرًا رحت أقسم الشاشة إلى
نصفين.. نصف لابني وأصدقائه، والنصف الثاني لي..
الدم الفائر في عروقي يجعلني أمسك بالشاشة لأكسرها تكسيرًا..
حماس ابني وأصدقائه من جراء الفرص الضائعة من لاعبي الأهلي جعلهم ينتفضون
بشدة من فوق الكراسي..
فجأة..
انطلقت المدفعية من يد العدو الصهيوني لتصيب جزءًا من المسجد الأقصى..
في اللحظة ذاتها صرخ ابني وأصدقاؤه فرحًا بعدما أحرز أحد لاعبي الأهلي
الهدف الأول.
الكاتب / محمود احمد علي