جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبقصةنقد

الصيغةُ الدراميَّةُ فى القصَّةِ القصيرة

 

حامد حبيب

الصيغةُ الدراميَّةُ فى القصَّةِ القصيرة

 

* لاأحدَ يتخيَّلُ إمكانيّة وجود القصة القصيرة بلا دراما. كما أنَّ صفاءَ القصةِ القصيرة عند(أوكونور)

لايعود إلى ارتباط القصة القصيرة بالغنائية ومهارةِ

الأسلوب فحسب،وإنما تعود أيضاً إلى ارتباطها_فى

الوقت نفسه وبالقدر نفسه_بالدرامية والدراما، ويُعَد

الإحساس الدرامى الملازم لكاتب القصة القصيرة جانباّ جوهرياً فى تكوينه،بحيث لايمكن أن تجد

كاتبَ قصة قصيرة على الإطلاق لم يكن لديه إحساسٌ درامى".

*ويحدّثنا(شاكر عياد)عن كاتب القصة القصيرة، بأنه

هو الذى" تُعَد قوة الشعر وقوة الإحساس بالدراما أظهر مافيه"، وفى مقارنته بين القصة القصيرة والرواية،ينتهى إلى أنّ "هذه المقارنات تؤدى بنا فى

النهاية إلى النظر إلى الفروق الفنية بين القصة القصيرة والرواية على أنها فروق بين طبيعتين

أو حالتيَن للفنّان..إنّ فنان القصة القصيرة فنّانٌ

شديدُ الفرديّة، ولهذا فإنه ينظر للحياة دائماً من زاوية خاصّة، ويتلقّاها بحساسية خاصّة، ويرى

الإنسانَ فيها فى موقف مأزوم..هذا التكوين النفسى لفنان القصة القصيرة ،هوالذى يجعل الشكل الخاص بهذا الفن شكلاً طبيعياً ، لامجرّد رواية مختصرة...

والفنان الشخصى الفردى المتأزِّم، هو فنّان تغلب عليه انطباعاتُه، ولاتنشط نفسه لتسجيل التفاصيل

التى لاتتّصل مباشرةً بهذه الإنطباعات..ثم بعد هذا

وذاك ،هو فنان يحسّ وقعَ الصِّدام ويسمع تمزُّق الوشائج فى كل مايسترعى انتباهَه من أمور الحياة،

ولهذا كله يجد فى شكل القصة القصيرة التعبيرَ الكامل عن رؤيته للحياة ".

* وإذا كان(إدجار آلان بو) قد تحدَّث عن غنائية القصة القصيرة التى تربطها بالشعر، وتميّزها عن الدراما، فإنّ (هنرى چيمس) تحدّث عن درامية القصة القصيرة ،التى تجعلها قادرة على منافسة

الرواية فى اتّساعها وتعقُّدها.

*والمبدأ الدرامى _فى نظر چيمس_له فائدة كبرى،

بسبب قدرته على التكثيف والتلخيص .إنَّ الدراما

تسمح للاهتمام والتشويق أن يشملَ مجموعةً من الناس،على خلاف "الحدّوتة" التى يُعرّفها بأنها : "

شئٌ يحدث لشخصٍ ما عرَضاً ، وينبغى أن تُركّز الحدوتة دائماً على شخص ما ،وسؤالها الذى ينتظر

إجابة دائمة، هو : عمّن تحكى بالضرورة ؟.

*ويرى البعض أنّ "الشخصيةَ " هى محور الاختلاف

بين القصة القصيرة والرواية، والشخصيات فى القصة القصيرة لاتُمثّل الواقع، ولاتُمثّل غيرها،بقدر

ماتُمثّل حساسية كاتبها ومنظوره الشخصى، وبقدر

ماتُصبح جزءاً من أسلوب القصة وتصميمها.

*يقول ( أوكونور)_أحد نُقّاد القصة القصيرة المؤسّسين_: " لايوجد شخص_ فى القصة القصيرة_يستطيع القارئ أن يتعرّف فيها على نفسه

..اللهم إلّا إذا كان ذلك الشخص المجهول الخائف

الذى هو المؤلّف نفسه..هنا تتركّز الأهمية حول شخص" المتكلّم" أو"الراوى"أو " المؤلّف" ونبرته

وصوته، وكأنّ البطل صورة الشاعر فى علاقته بعالمه، مما يجعل القصة أقرب إلى الغنائية..ومع كل

هذه الاندفاعات من جانب القصة القصيرة فى اتجاه

الغنائية والدرامية تظل على صلة لاتنقطع بالنزوع

الروائى نحو مشابهةِ الواقع .

* وإذا كانت الرواية تتناول قطاعاً طولياً من الحياة، فالقصة القصيرة تتناول قطاعاً عرضياً، وإذا كانت الرواية تتوغّل فى أبعاد الزمن، فالقصة القصيرة أقرب إلى التوغُّل فى أبعاد النفس.

* ويقول عنها (أوكونور) أنها :" تتّجه إلى اختزال التجربة الإنسانية إلى أصفى عناصرها وأكثرها تجريداً، فيما يُسمّيه " الفن الخالص".."

_________________________________

القادم : تداخُل الأنواع فى القصة القصيرة

_________________________________

حامد حبيب_ مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *