حامد حبيب
{{}} ذكرياتٌ مع الوطنِ الماضى {{}}
؟! ؟! ؟!
{} وتبقى بغدادُ فى
الذاكِرة ...ذكرياتٌ لاتُنسَى أبدا
عشتُ فيها ثلاث سنوات
فى حىّ الكاظمية..
ذلك الحىّ الشعبى الأصيل..أصلىّ
فى مسجد الإمام الأعظم (أبى حنيفة َ النُعمان) وأزور سيدى (موسى الكاظم)بنفس
الساحة..ونهاراً أتردّد إلى شارع الرشيد
وأمكثُ طويلاً فى شارع
المتنبّى،وفى المساء أختلى بنفسى فى مقهى صغيرٍ مطلى باللون الأبيض حتى
مقاعده التى تشبه
"الكنب"عندنا باللون الأبيض أيضاً
تحيطه الأشجار من كل
جانب، وبه "راديو" كنت أسمع من خلاله: أم كلثوم ،عبدالوهاب ،فيروز
وسعدون جابر.
كان يقع قريباً من نهر
دجلة..جوّ ساحرى جذّاب.....
كنتُ سائحاً فى بغداد
الجميلة كل يوم..متنقّلاً بين شوارعها ، ومازالت
رائحة"التِّكَّة"و"المِعلاك"لاتفارقنى رائحتهما وطعمها الشهى
ومازالت ل"كركوك" ذكريات رائعة.
وأسعد أوقاتى تلك
الجولة فى شارع المتنبي لشراء مالذّ وطاب من الكتب الثمينة..مازالت عندى فى مكتبتى
تحمل رائحة بغداد..كان للكتاب قيمة..كانت
للثقافة قيمتها.
سائق التاكسى وأنا فى
عمّان: سوريا..سوريا..كانت
الأجرة خمسة دنانير،
اشتقت أن أركب إلى سوريا
فاشتريت من هناك مائة
شريط كاسيت ، لأجمل وأروع الأغانى العربية النادرة بأرخص الأسعار، وكم قطعة قطيفة
من أجود الأنواع، وتجوّلت فى شوارع السّحر والجمال، والخُضرة التى كست كل مكان....
وأعود للأردن ، وأسكن
فى عمّان بضعة شهور، استمتع بهدوئها ، وأحرصُ على صلاة الجمعة فى مسجد الملك
حسين،حيث كنت أعيش فى "رأس العين" و" حىّ نزال" واستمتع بدور
السينما هناك
والملاهى المتطورة
الرائعة..وأحضر مهرجاناً فنّيّاً فى "جرش"..وكنت استمتع كثيراً بقراءة
الجرائد الأردنية وأحرص على شراء العديد منها يومياً....
يأخذنى شوقى إلى العراق
ثانياً أعود إليها متلهّفاً...
عرض علىّ صديقى (أبو
رائد) وكان مِن أحبّ الناس إلى قلبى هو وأولاده أن أتزوّج وأعيش هناك..لولا
انتسابى للجامعة فى مصر
لكان بها استقرارى.....
كنتُ جوّالاً مابين مصر
للأردن للعراق للأردن لسوريا
للعراق..لمصر.
كنت أشعر حينها، أنه
ليس للوطن العربى حدود....
وأن كل بلدٍ من بلاده
هى بلدى، وكلنا أخوة..لم أشعر
يوماً بين أصدقائى فيها
بالغُربة ولاالوحشة..كنت
أشعر أن
لاحدود..لافرق..لاعداوة..ليس هناك مصرى ولاعراقى ولاأردنى ولاسورى..تلك المُسمّيات
لم يكن لها وجود..وإنما أنا عربى، وكل بلاد الوطن العربى بلادى..كان لنا رائحةٌ
عربية، وطعمٌ عربىّ..وزحامنا
فى شارع المتنبى كان له
مذاق خاص، عندما كنا نشترى مانشتريه ،ثم نجلس على المقاهى القريبة..
كلنا فى شغفٍ نقلّب
صفحات هذه الكتب، ونتحدث معاً ، وهذا يرى مااشتريتُه وأنا أطّلع على ما اشتراه..
كان وطناً يعى
ماالثقافة؟ مالحُب ؟ ماالود والكرم؟
عندما كنت أهُمّ بدفع
ثمن الشاى، فيرفض أخى العراقى، ويدفع هو ثمنه.
* دَعوا لنا
وطنَنا..يسّروا لنا الحركة والانتقال بين ربوعه..فهذا وطنٌ ماأروعَه..لعن الله
السياسة التى
جعلت فوق الحدود
الاستعمارية حدوداً أُخرى،
فضاعفت الحدود ...ليتنا
نعود للوراء، لقرنين من الزمان أويزيد، لننطلق عبر اللاحدود ، تجمعنا مودّة
عربية..ومصاهرة عربية.
نعم..هذا من صُنع
الخيال ..
ولكن ستبقى تلك
الذكريات باقية..لتبقى لنا جذور
نتباهى بها، وتُعمّق
فينا روح الأُخوّة العربية، وروح
الوطن، وروعة
الوطن..وطنٌ واحد_أمةٌ واحدة.
____________
حامد حبيب_الوطن العربى