مروة أبو ضيف
وأنا أحب أن يقال
أنها مرت من هنا
ربما لم يعجبها زيها
الذي ارتدته ليناسب الموقف
ولا ملامحها
التي لم تتعرف عليها
أبدًا في الصور الجماعية
لكن الجميع لاحظوها
وأكدوا أنها مرت من هنا
توقفت عن الحديث عن
الموت
لأنها لم تختبره بعد
كذلك لم يعد الميتون
يحدثونها عن أخبارهم كما اعتادوا سابقا
كما أنها تجيد الطبخ
وابتكرت مائة طريقة
لعمل وجبات سريعة من قلبها المر
والطريق
الذي طال كثيرا وتبددت
نهايته
اتمنى الآن حقيقة أن
يصير أكثر طولا
هناك أبناء يحتاجون لأم
والآم بحاجة لأن تنتهي
اذ كيف يدخل أحدهم
المقبرة
وفي صدره صديد ينز على
الملائكة؟
وأحب أن يقال
أن الطيبين ربحوا في
النهاية
وأن الخسارات عملة
رابحة
والجنوب "الذي
شوهوه كثيرا"
لطمهم جميعا على صدغهم
واستقام مرة أخرى على
الجبل البعيد
وأن الرحلة عادت إلى
النور
بعد أن ابتلع المرارات
والجثث والعفن
وهناك
حيث الله يرى كل شيء
تبتسم ابتسامة كبيرة
كبيرة جدا
حتى أن وجهها الصغير لم
يحتملها