¤ آخر رسائل سندباد ..
محمد حبشي
.
1- لم يعد الباقي من العمر ، يتسعُ لضَلَالَين
معاً ،
أن يسيرا على رصيف الشك
،
متشابكي الأيدي ،
أو لأصابع
الظن ،
أن تشير مترددة إلى
نهاية الطريق ..
أو لظلين متوازيين ،
يلتقيان على خط الوهم ،
عند نقطة التلاشي ،
يتعامدانِ
في منتصفِ الحلم ، على
وجه السرير ،
في دائرة الحزن ،
على قُطرِ
العدم ،
أن يتعانقا على قضبان
قطار ،
يعبرُ دائماً
محطات الفرح ،
لحظات التلاقي ، التي
تمر مسرعة عكس الاتجاه ..
.
.
2- لم يَعُد الباقي من يقين ، يسمح ل ظَنَّيْن
متقابلين ،
أن يستقلا قطاراً ضيق
الصدر ،
لا يتسعُ أفُقُ رئتيه ،
لنوم امرأة
رأسياً
على وسائد البكاء ،
في حضنِ رجلٍ مستقيم
بلا ظل ،
يعاني من سرعة قذف
الأفكار ،
من نافذةٍ ب مخيلته ،
مفتوحة على كل
الاحتمالات ..
رجلٌ ،
يهرب دائماً ،
بعد محطتين وقبلة واحدة
،
من لوغاريتمات
العشق ،
إلى حساب مثلثات الجبنة
النستو ،
وعدد أرغفة الخبز
والأولاد ،
ومن سوء الحظ ، إلى سوء
المصير ..
.
.
3- لم يَعُد الباقي من مسافات ، يتحمل الركض ،
خلف سراب الأحلام ،
أو الوصول
بلا وسائل مساعدة ، إلى
شواطئ الأورجازم ..
بعد أن صارت خطوات
النهار
بلا سنابك ،
ومشاعر الليل بلا صهيل
،
ومحا الزهايمر
من ذاكرة الأيام خرائطَ
النجوم ،
ومن شرائط
الأفلام ،
المشاهد العاطفية
لصوفيا لورين ،
ومارلين مونرو ،
ومن أرشيف ( ناسا ) ،
صور الصواريخ
المنتصبة ،
التي تطلق المراكب
العارية إلى الفضاء ..
.
.
four- لم يَعُد الباقي من البصر ، يكفي عدساتي
اللاصقة ،
للنظر ب عينٍ شاردة إلى
السماء ،
بحثاً عن نجمةٍ ،
تُضئُ دروب قلبي
المظلمة ..
أو التنقيب
في باطن الأرض ،
عن حَمْلٍ كاذب للضوء ،
أجهضهُ
كسوف الشمس ، والليالي
حالكة السواد ..
.
.
5- لم يَعُد الباقي من
الوقت ، يكفي رجلاً فَقَدَ ملامحه ،
للبحث في ألبوم
الذكريات ،
عن وجهِهِ الضائع ،
طفلٍ يُشبههُ ،
لم يأكل الذئب براءته ،
شاب في مقتبل
الحلم ،
لم يطمس ضحكتهُ
غبار الحزن ، أو تذرو
جرأتهُ ريحُ النسيان ..
عن ظل نخلة ،
كان يرقصُ
معه ،
أمام البيت تحت المطر
..
عن شعاعِ أملٍ
ضرير ،
كان يَشُم - عن بُعد -
ريح يوسف ،
ويرى زرقاء
اليمامة ،
وهي تقتفي أثر خطوات
تلسكوب هابل ،
وتحذر قبل انقطاع الطمث
،
زهرة عباد الشمس ،
من انحسار
الضوء ،
وخيال الحقل ،
من قدوم أعوام الرمادة
/ هجوم أسراب الجراد ..
محمد حبشي / مصر ..