عودة إيزيس
ـــــــــــــــــــإلهام عرابي
حان الوقت كي أترك وجهي المرتبك
وأغادر ملامحي القديمة.
أستحضر امرأة أسطوريّة
وأركّب رأسي على جسمها
!!
إيزيس الآلهة
الفرعونية؛
سأكون مثلك
فارعة الجاذبية...
و مراعاة لفارق التوقيت
سأمارس طقوس التّجمل
على تفاصيلي:
أطيل حراسة الليل
على أهداب النوم،
أشفط فراغي المتراكم
بهاتف ذكي يشكّلني على هيئة مقود طائرة،
دفة سفينة أو منارة
ميناء
لأُقلع من غلافي الميت
على متن رحلة لفرد واحد !
أُجهض رماد سفاح الشمس
بجلدي،
أوصد المسام
الاستعمارية
وأئد بؤر تفشيها،
أنفخ شرود نظرتي
لتبرز ابتسامتي المكتظة،
أرفع عن أنفي مظلمة الانحناء،
أفضّ الاشتباك الواقع
بين حاجبيّ،
أغيّر مجرى عيني
الأسود إلى نهر أخضر،
أقوّم لثغة لغتي
وأمنح سنّي فرصة
ذهبية...
أضع ضحكتي في إطار ملون
أعلي رقبتي،
ألجم جموح خصلاتي
النافرة،
أكوّر بالونات أنوثتي
بقصيدة لشاعر عاشق،
أقوّس أرداف جغرافيّتي المسطحة،
أفرك بحجر الوحدة أخمص قدمَيَّ
لأقشّر ماعلق بهما من
مسافات
وأخلي ساحتهما من خرائط
الطريق...
أفكّ حصار العشوائيات المحيطة بمدينة خصري،
أنشر شهيّتي الرّطبة
على مزاج مقدّد،
ألفظ أفكاري الدّسمة،
أتريّض في معصم الشّارع المقعد،
أقاطع ثرثرة الموائد
و بلا لهاث أصعد سلّم
الحمية المتعالي...
أحزم حقائب الترّهل و
أطرده من عمله
لأقصّ بمقصّ الرشاقة
شريط قياسي المعدّل
و بخفة ظبية
أخلع مكاني الواسع
ومروري الثقيل
لأهبط من حافلة ازدحامي
فأبعث إيزيس لحياة
جديدة...