*** في انتظار صبح مرح ***
عاشور الزعيم
متى أخبروك أنني حَطّاباً ؟
أنعس على وسادة من ليف
النخل .
آكل في قصعة من فخار.
أشرب في( سَطل) من صفيح
.
متى أخبروك أنني رجل
بُدائي لم أعرف مداعبة النساء .
احتمال كبير أبدوا في
أعينهن كطفل لم يشبع من الرضاعة .
أو كرجل غابة كث الشَعر
.
ربما أخفقوا في توضيح
تفاصيلي ..
لكنني يا حبيبتي اعشق
فيكِ روح بلادي ،
ووطن يَطنُّ في أذني .
أمام المدفأة وهم
يوقدون ( قوالح الذرة) ..
التي تتوهج لتشعرك أن
خدودك طارت من وجهك ،
كان عليَّ أن أُقَطِع
جذوع الشجر لقطع صغيرة تصلح للتدفئة..
ثم أبحث عن كلمات
للتسلية .
جَبَرتِ بخاطري ..
لمَّا انهمكتِ في جمع
قطع حطب متناثرة ...
آخر الليل وهو يلملم
عتمته .
ريثما يجيء صبح مَرِح
يضحك في وجهينا ..
نروح نحتطب .
يا حطَّابين بلاد الحرب
..
نزفت أكفكم دماء بلون
ذهب مُحنَّط في( شكمجيات)
الثريات .
سَكنتْ قلوبكم جوف
غابات عتيقة .
بدت ملامحكم في ماء البرك
أكثر سماراً وقسوةً .
أيتها الأرض التي
تحبلين بفسائل تزهر ورداً نقدمه للحبيبات،
أرجوكِ لا تحبسي
عوارفكِ عنا ..
لا تنبتي مرة أخرى صور
القتلى عفاريتاً .
يوما ما سيثور الحطابون
.
تقول لي البنت التي رسم
حبيبها
وجهها على جذع الشجرة
يا عم الحطاب :
لاتضع اللحاء المرسوم
وجهي عليه في النار..
أنا يا عم لا أصلح
للتدفئة .
كحطاب لم تضيف له الحياة جديداً ..
اكتفيت بابتسامة
وإيمائة رأس ..
قبل حلول الظلام حملت
حزمات الحطب ..
سرت وحيداً أغني .
_____________________
عاشور الزعيم
الداخله سبتمبر2021