محمد الفرج
لا ينظرون إلينا ليأخذوا الدروس والعبر
فإنهم سيألفون
المنفى،كما ألِفنا،
ويسيرون على الطريق،كما
سِرنا،
لا أمام ولا وراء سوى
الخطوط التي رسموا،
سيتركون باب البيتِ
مفتوحاً كما فعلنا،
ويُبقوا الجنان
المعروشات على عروشاها كما أبقينا،
سيكتبون الوصايا
ويدفنوها في فناء البيت،
خشية السرقة أو أن
يقرأها الزمان على مسامع النسيان،
فلينظروا إلينا
ولتأخذوا الدروس والعبر.
سيهاجرون في صباح كامل
النضج،
أو في ليلٍ كامل
التكوين،
حاملين نعوشهم بين
جنباتهم،ورسائلُ حبٍ لم تُقرأ بعد،
ويتركون البيوت ويهيمون
في الشوارع كما فعلنا،
راسمين إشارة النصر بين
حواجبهم،
وكأنهم أمواتٌ ينتظرون
موتهم،
يبتسمون ويضحكون!!
لكن ليس من القلب،
ويرجعون إلى البداية
التي بدأنا،والنهاية التي انتهينا،
يهربون من مصيرهم إلى
مصيرهم،
ويتذكرون موتاهم
ويحسدوهم كما فعلنا،
سيفعلون مثلُنا تماماً
ويسيرون على خطانا،ويقتفون أثرنا،
لكن دون أن يأخذوا منا
الدروس والعبر
دون أن يأخذوا الدروس
والعبر.....