بيرم التونسى و فوازير رمضان "٥"
حامد حبيب
{ آمال فهمى :" مفيش فايدة فى
بيرم" } [ الفزورة بخمسة جنيهات..يكتبها تحت عمود النور]
|| أزمة فى هيئة البريد بسبب فوازيره ||
*!*!*!*!*!*!*!*!*!*!*!*!*!*!*!*؛*؛*!*!*
*
فى عام ١٩٥٥م ، بدأ
( بيرم التونسي ) كتابة الفوازير الإذاعية
مع الإعلامية (آمال فهمى) ، وظلّ
يكتبها حتى
وفاته...وظلت الفزّورة من بعده،من أهم
مظاهر الاحتفال بشهر
رمضان.
*طلبت (آمال فهمى)منه
أن يكتب الفوازير، فتحمّس
لها كثيراً ، وقال
أنه كان يتمنى أن يقدمها
منذ مدة
طويلة ، وكان
يتقاضى عن كل
فزورة خمسة جنيهات.
* تقول (آمال فهمى) :
لقد اخترته لأنه
كان شاعراً مصرياً
صميماً ، يدرك بحسه الكلمات
التى تلامس الوجدان المصرى ، بفرحه
وغضبه وثورته ، وكانت
فزورته قصيرة
لاتزيد على ثلاثة
أسطر ، وكانت صُورُه من صميم الحياة.....أتذكّر أول
فزورة كتبها
كانت تقول : " عروسة وجميلة وطويلة وحلاوتها امّا تتزوّق بعقود لولى
وكردان"..وكان يقصد المئذنة.
* الفوازير جعلتنى
أزداد قُرباً من بيرم ، وقد لاحظت
أن له
عادة غريبة ومثيرة للغاية ،
وهو أنه يهوى كتابة الفوازير تحت عمود النور ، وأدركت أن حياته
القاسية هى التى جعلته
يلجأ لهذا الأسلوب.
* ومنذ العام الأول ، كانت الفوازير هى
القنبلة التى
انفجرت فى الشارع
المصرى، وكان بيرم سعيداً جداً
بها.
*فى إحدى المرات، فوجئت
بسيارة نقل كبيرة تحمل
(٢٥٠ ألف جواب) كانت
حلول المستمعين للفوازير، ممّا
تسبّب فى أنّ رئيس
هيئة البريد بعث بشكوى
لرئيس الوزراء، كتب
فيها أنّ(آمال فهمى)تسبّبت فى
عمل ارتباك
فى بريد جمهورية مصر العربية ، لأنَّ
( ٢٥٠ ألف
جواب ) دخلت على قوة البريد
بدون استعداد مُسبَق من الهيئة ، لدرجة
أن جوابات وجه
قبلى ذهبت إلى وجه بحرى
، وهذا موقف لاأنساه .
* ومن
طقوس بيرم فى
كتابة الفوازير ، أنه كان
يعطينى الفزّورة الأولى
فى أول أيام رمضان أو قبلها
بليلة ،
ويبرر ذلك بأنه
لابد وأن يعيش
مشاعر رمضان.
* من عاداته : أنه كان
يكتب الفوازير على
علبة
السجائر ، وأقوم أنا
بنقلها ثم قراءتها، وكانت طريقة
القراءة هى
أكثر شئ يحرص
عليه ، فكنت أكرّر
القراءة حتى أصل لما
يريده خياله.
* كان بيرم
رجلاّ عاطفياً جداً ،
وكانت أية فتاة تستطيع
أن تحصل منه
على حلول الفوازير قبل انتهائها ،
فكنت أغضب منه بسبب ذلك ، وحدث أن
جعلته يقسم
على المصحف أنه لن يقول
لأحد
وفجأة ، وجدت الحلول مع
الناس ، فعاتبته، فقال لى
" والله لم أقل
شيئاً لأحد، لكننى كتبت لهم الحل على
ورقة ،. فضحكت من قلبى
وأدركت أنه لافائدة فى
بيرم التونسى.