كهلان الشجاع
المسافة بين عينيك وقلبي
تتلاشى كلما حدّقت في
صورتك
و الضوء الذي يخرج من
صوتك
ينير دهاليز قلبي
والحروف التي نبددها
يوميا
تنبت في قلبي أشواقا و ورد.
كلما هممت بالخروج من
الباب
تعيدني نافذتك
المفتوحة علي
في أقاصي ذاكرتي زهرة
معتقة ببوحك
وفي أيامي الخالية
نزرا يسيرا من جنون
عبثت به أصابعك
ما بين القلب والقلب
مسيرة لا تنتهي.
في نهاية النفق رحل
الجميع
وبقيتِ أنتِ تنتظرين
وصولي
بقامتك الفارهة و دميتك
و جماهير حرفك
كيف لطفل يتعلم
الأبجدية مثلي
أن ينسى دفئك
كيف للأحلام الغائرة في
شفتيك أن تغادرني
وكيف للأبدية الموشومة
في وجهك أن لا تستقر في روحي
معصمك الأنيق كغصن
الساج
و أناملك التي تجذبني
صوبك
و ليل شَعرك الذي
سيدفئني ذات شتاء
كيف لي أن أجحد كل هذه
النعم.
ماذا يمكن أن يفعل رجل
اعتاد تصفيف الحروف على
جبينك.
يأتي المساء
فيغنّي لعينييك
"عيون القلب"
يأخذ بيدك ويرقص...
يا الله...
ذلك الخجول الذي لا
يستطيع الرقص
على يديك تعلم كل شيء
لقد أصبح شاعرا
يخيط لك فساتين حرف
و ينمو نحو ضوئك كعباد
الشمس.
الغروب الذي يزّين
الشاطئ
يأخذني نحوك
و العنادل التي تجوب في
الأنحاء تردد اسمك
من شفتي
وفي زاوية ما من العالم
رجل يخيط أيامه بصوتك
يعرج نحو سماواتك
يحاول استراق الحب
فترميه بكبريائك...
يجمع شتاته وينزوي
و لا ينسى أن يحبك.