كوثر العقباني,
كل هؤلاء المجهولون...
في مساحة ضيقة من حياة
تتكور ردهات الشوق
وتتوهج نيران اتجاهاتنا
المعكوسة رأسا على عقب...
وكأن الأرض مستطيل
يتطاول عرضا
ويضيق ارتفاعا
كهذا الواقع الكئيب...!
وانا اراقب الحضور
في تلك الحانة الصغيرة
فذاك شاب قادم من قرية
بعيدة
حركة يديه عصبية
يتلفت يمينا وشمالا
ويبالغ في ردة فعله
فيمسح شفاهه بعد كل
ارتشافة
النادل يمد له ورقة
الحساب
فيسعل يسعل كثيرا
ويبتسم كثيرا
ويجهش كثيرا...!
على طاولة أخرى
سيدة مسنة تحتسي النبيذ
لوحدها
أراها تتنهد بعد كل
ارتشافة
وتطوي منديلها بهدوء
ثم تشرب الكأس دفعة واحدة
وتبكي...
تبكي وحدتها
والحضور...!
هناك في زاوية أخرى
امرأة جملت نفسها مرارا
ورجلا يتحدث عن الحب
وفي كل لحظة
تخرج علبة المساحيق
وتطمس بها اعتلاجات
القلب الانساني
وسوء الطالع
سوء الظن
وألم الحرمان...!
وهذا الرجل ذو النظارات
يدندن اغنية حزينة
ويضيع في متاهات
الشوارع
وندوب الحياة...!
رجل رزين ببدلة رمادية
ك أيامنا وعقولنا
وقراراتنا
مواقفنا ورغباتنا
تقل رزانته وهو ينفض
فتات الخبز
عن قميصه
ويغرق في فنجان قهوته
ودخان سيجارته...!
كل هؤلاء المجهولون...
وانأ...
أنا التي تؤلف عشرات
الحكايات عنهم
أرى عشرات الصور
ؤأشعل خيالي بالكثير من
الألوان
اتسائل ماالحكايات الا
فقاعات انفخها لتطير
ماهي إلا حلقات تمر
احداها بالاخرى
فتتوحد وتوحدنا
وتذرونا رمالا نقشر جلد
الواقع
وننسلخ عنه
ك كذبة منسية
واعادة متكررة
للمشهد...!
وانا...
ترا ماهي حكايتي
ومن سيكتبها...!