جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبقصةنقد

القصة القصيرة فى أمريكا اللاتينية "٣"

 

القصة القصيرة فى أمريكا اللاتينية  "

القصة القصيرة فى أمريكا اللاتينية  

"

         [{ خوليو كوتاثار...و.."زهرةٌ صفراء}]

      _ يذكر فيها "مصر" والحلوى الدمشقية_

        ---------------------------------------------

  " إننا خالدون، أعتقد إنها نُكتة، لكنى أعرفُ الفانى الوحيد، لقد قصّ علىَّ حكايته.."

ويقصد ب" الفانى الوحيد" ذلك الرجل العجوز(لوك)

بطل قصّته....هل معنى ذلك أن الماضى تصيبه الشيخوخةُ ويفنى ؟

* لقد كان لوك العجوز يقصُّ الحكايات، فهل سيزول ذلك الجيل الذى يُذكّرنا بالماضى، ويحمل التاريخ إلينا ؟

* هل يعيد التاريخ نفسه ، فيظل الطغيان فى كل زمان ومكان لايموت، فيُكتب للطُّغاة الخلود عبر الآخرين الذين جاءوا يحملون نفس جيناتهم ؟

* ذلك مادارت حوله القصة، بأسلوب يحمل فلسفةً خاصّة ، سنشعر بها من خلال عباراتٍ لها معانٍ فلسفية عميقة.

* ففى بداياتها يقول:" لكن يبدو أننا نشعر فقط برائحةِ الأجانب" ...وقوله :"وهكذا كنت أتعرّف على ماضى لوك، بين تهديد ملك الشطرنج وردود الأفعال

على سعر اللحم، وهكذا تكتمل الحقائق"..." وأنَّ الصّبييًن صارا صديقين، بدءا فى الذهاب إلى بيت

"لوك" كل أسبوع، وتحدّثوا عن الحرب، وعن الاختلال، وأيضاً عن لوك".

* كانت القضية المُثارة فى القصة هى قضية الحرب والاحتلال ونظام الحكم، وسأم الناس ولجوئهم للنبيذ يأساً من كل شئ ..كان ( خوليو كوتاثار ) كاتب القصة فى الحقيقة مناضلاً فى بلاده، مناهضاً لنظام الحكم..فقد وُلد فى عام ١٩١٤م بالأرجنتين، وتخرّج من الجامعة، وعمل مدرّساً للُّغةِ الفرنسية،

 ثم فُصل بسسب ذلك، بسبب مناهضته لنظام الحُكم، فرحل إلى فرنسا ، وظل بها منذ عام١٩٥٢م ، حتى مات فى ١٩٨٣م فى باريس ، وكان من أهم كتبه :

" الحجلة"و" شخص ما اسمه لوكاس" و" كتاب مانويل".

* إذن هو لم يكن مجرّد كاتب قصصى، يحكى ويتخيّل أو ينقل هموم الواقع حوله، بل كان واحداً

من زمرة المناهضين المناضلين للطغاة، فعاقبوه بالفصل من عمله ، ذلك جزاء من عشق البلاد وابتغى

من وراء فكره الإصلاح..إنها آفة الدول النامية حيثما

كانت وفى كل وقت .

" قد يحدث أنَّ بائعَ الخُبز الذى على الناصية يشبه نابليون، ولكنه قد لايعرف ذلك، لأنه لايستطيع الحصول على الحقيقة بأى طريقة، يستطيع أن يفهم أنَّ التكرار ممكن، وأنه تكرار لصورة نابليون ،

وأنه مرّ بتحوّلات كثيرة، من غاسل أطباق إلى مالك

لحانوت خبز، وأنه نفس الصورة التى تقفز من كورسيكا إلى عرش فرنسا، وأنه لو حفر فى التاريخ

بتأنٍّ، سيجد اللحظات التى قام فيها لحملته على

"مصر" ،ثم وصوله إلى القنصلية، وإلى أوستيرلتز"

ويتابع بعد ذلك واصفاً المأساة التى يعيشها الإنسان

ودورة الحياة بتناسخ الأرواح فى أجسادٍ أخرى،

يقصد تمادى جينات الأوّلين من الطُّغاة فيمن يأتون بعدهم، وكأنها سلسلة لاتنتهى من الظلم والطغيان.

فيقول:" الإحباطات التى تلِفُّ الجسد والروح، الملجأ

فى عُزلة مستاءة فى حانة من الحىّ، والأسوأ من كل هذا،لم يكن فى قدر"لوك" ، ف"لوك" سيموت

مرّة، وآخر سيعيد صورة"لوك" ويموت ، ويأتى فى صورة رجل آخر، ليدخل الحلقة.."

* وهذا يعنى أنه فى المقابل، ستبقى مأساة الشعوب

قائمة من جيلٍ إلى جيل وتتكرّر، طالما هناك تكرار لصور الطغاة، فطالما هناك طغيان فهناك مأساة.فلم

ينسى تناسخ المأساة أيضاً من جيل لجيل.

" مساكين يكرّرون الصورة دون أن يعرفوا، يعتقدون فى الحريّة والختيار ، الإنسانُ يملك النبيذ والحزن

ولاشئَ آخرَ يمكن أن يفعله"

* يتحدّث عن أولئك الواهمين فى الحرية والإختيار.

كلمات يرددونها ، حلمٌ من أهم أحلام حياتهم، لكنهم فى النهاية لايملكون ذلك ولاينالونه، فلم يتبقَّ لهم

سوى هذا النبيذ يعكفون عليه لينسّيهم هذا الوهم

ويبقى إلى جوار النبيذ الحُزن على ضياع آمالهم.

" وبالنسبة ل"لوك"كانت الصُّخبة ، وعُلَب الرنجة ،

و"الحلوى الدمشقية" اعتادوا على أنّ مُكلَّفٌ بشراء

الأدوية بعد ذلك..".

*سيرةُ الشرق، خاصةً العرب فى قصته مابين"مصر"

و"دمشق" إيحاءٌ بتشابه المأساة، إنه ربطٌ غير مباشر

قصد من ورائه ذلك..والمعاناة فى الشرق العربى

لاتختلف عمّا يعانونه هناك ، والعكس.

" إحساس بأنَّ حياتى تضيعُ يوماً بعد يوم، نبيذاً بعد نبيذ، وفى النهايةِ سأنتهى فى أىّ رُكنٍ أو أىّ ساعة...

حياةٌ غبيّة..".." لكنّ الزهرةَ كانت جميلةً، ودائماً هناك

زهور ٌ للرجال القادمين، فجأة فهمتُ اللاشئ...لن يكون هناك شئٌ مُطلَقاً، كان ذلك هو اللاشئ، ولن تكون هناك زهرةةبعد ذلك ".

* الزهرة..كانت هى مُعادل الأمل فى التصوّر..كانت هناك آمالٌ جميلة، ماتت، وجاء القادمون بآمالهم، لكن لاشئ، حتى بلغ اليأسُ مداه:"ولن تكون هناك زهرة بعد ذلك"..فكلما نبتت زهرة"أمل" قطفوها وألقوا بها

تحت أقدامهم أولئك الطُغاة.

* وفى النهاية، يكشف عن ذاته من خلال"لوك" إذ كان "لوك" مجرّد الأنا الآخر:"كنت أصعد وأهلك من الأوتوبيسات طوال المساء،أفكّر فى الزهرة وفى لوك، باحثاً بين الرُّكّاب عن أحدٍ يُشبه لوك، عن أحدٍ

قد يعرف أنه كان أنا ، سأتركه دون أن أقولَ شيئاً ،

للحفاظ عليه، ليعيش حياةً بائسة ".

* جاء سرداً إيحائياً ، متوارياً خلف السطور أحياناً،

وأحياناً أُخَر كشفت الكلمات والعبارات عن فلسفةٍ بعيدة المدى، إلى جانب العبارات التى جاءت على هيئةٓ الشعر، فيها من الاختزال والصورة مايشير

إلى عُمق المعاناة..

* كم كانت القصةُ جديرة أن يِحتفى بها، ويعمق تأثيرها فى خلق عالمٍ آخر قادر على الكشف

والاستنهاض والتحريض على التغيير، والمواجهة

..وكم هى قصص من أمريكا اللاتينية تستحق كل

تقديرٍ واحترام.

_______________

حامد حبيب_مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *