جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبقصةنقد

القصّة القصيرة فى أمريكا الجنوبية

 

القصّة القصيرة فى أمريكا الجنوبية

القصّة القصيرة فى أمريكا الجنوبية

      [{ خوستو استيبان استيفانيل..بائع الكراملة}]

         -------------------------------------

 * سعت القصةُ القصيرة فى أمريكا اللاتينية

(الجنوبية)، وخصوصاً فى بداية النصف الثانى من القرن العشرين إلى مناهضة الاستعمار والوقوف فى وجه الديكتاتوريات..كان عصراً ذهبياً مرّت به كتابة القصة..نهضة أدبية شملت أرجاء القارة فى تلك الفترة ، ووجد الأدباء فى القصة القصيرة الشعاع الذى يضئ لتلك الشعوب طريقها نحو ثورة التغيير

فنشط الكُتّاب وكثُر القرّاء، فزادت حالةُ الوعى بالواقع المرير، خاصّة أنُّ هؤلاء الكُتَّاب لم يُقدّموا فى كتاباتهم مجرّد محاكاة الواقع ، ولا مجرّد الشعور بالألم، بل أبدعوا فى تقديم قوارب النجاة والحلول

للخروج من تلك الأنفاق المظلمة ، مثل الذى فعله

(خوستو استيبان استيفانيل)فى قصته" بائع الكراملة"...و(خوستو...)كان أحد كُتّاب القصة فى كوبا، وُلِد فى مدينة" سانتياجو" ، وله مؤلفات مسرحية وروائية، ومن أهم كتبه:"سنةُ الرصاص"

و" التحالُف" و" الهروب".

* فى قصته:" بائع الكراملّة" يعرض للتشكيل السرّى للثوّار فى كوبا ، ووقوفهم خلف زعيمهم الوطنى

( فيدل كاسترو) من خلال بطل القصة"بائع الكرامة"

..ذلك البائع الفقير البسيط ، الذى رغم المنحنيات المريرة التى مرَّ بها ، ظلّ متفائلاً بغدٍ أفضل، كانوا يسمّونه ب" الفنّان" ، وكانوا يطلقون عليه اسم

"يابانى"لنفس السبب، بسبب ابتكاراته الأصناف التى يبيعها لزبائنه وأطفال المدارس، وكانوا يسمّونه"السريع "أيضاً.والذى اعتمد عليه الثوار فى توزيع منشوراتهم، حيث سيكون بعيداً عن الشكوك.

(( قالت له زوجته: إنهم يقتلون الناس، لاتخرج.

    فظلّ أياماً وأياماً دون أن يخرج بشجرة         الكراملة ، ومع ذلك، عندما ألحَّ عليه الأطفال، وضعت زوجته الشجرة بين يديه، وخرج سعيداً يجرى فى الشوارع من جديد.))

(( ومرّت السنوات، كانت ثقيلة، كان عليه أن يتحمّل

بذاءات الناس الذين كانوا يتهكّمون منه فى كل شارع:"السريع انتهى بنزينه ، موتوره احترق......

يطاردونه من حى إلى آخر بسخريتهم...لكن فى

يوم مشمس ،طلقات الرصاص ودفعات الرشاش

عادت تُسمَع من جديد فى شوارع سانتياجو، وبين الشباب الذين كانوا يرتدون الملابس العسكرية

الخضراء بلون الزيتون،شاهد صديقه القديم(بيبين)

 الذى كان يعمل معه فى مصنع الكراملة..ظل يبحث

 عنه لمدة شهر كامل، إلى أن عثر عليه مختبئاً فوق أحد الأسطح،فطلب منه راجياً أن يتعاون معه ، قال له :

إنه يعرف من هم الأشرار...فى البداية لم يصدّقه

(بيبين)،لكنه شيئاً فشيئاً ، بدأ يسلّمه بطاقات ثورية

ليوزّعها، ثم قرّر أن يستخدمه فى تسليم الرسائل

وكانت كلمة السرّ " أنظر السريع"...وسرعان ما عادت

شجرة الحياة تظهر من جديد بين يديه)).

*لقد صار بائع الكراملة أحد أهم الثوّار ، عادت إليه الحياة عندما أحسّ بفجرٍ جديد يولَد على يد الثوار

((من يشك فى السريع...هذا البائع المتجول المجهول ...؟..كانت الرسائل تصل إلى أماكنها وفى مواعيدها المحددة"على يديه"، وتبدأ الانفجارات

عندما يكون هو على بُعد خمسة أو ستة مربعات من المكان)).

((فى الركن المعتاد دائماً، كان الرجل الذى ينتظره

يتمشى،فقال له بتسريع أعطنى يابانى"كاملة ملوّنة"

...السيارة التى كانت تتابعه كانت تسير بسرعة مائتى كيلو متراً فى الساعة...لحقت بالسريع،فطار الفنّان فى الهواء، وهو يمسك بشجرة الحياة......

والشجاعة نادرة وقف على قدمَيه وانطلق محاولاً اللحاق بالرجل الذى كان ينتظره....أسرع فجرى دمه إلى الأمام، اثنى عشر كيلو متراً تقريباً، لحق بالرجل،

لكن نزيفه بدأ يُفقده كميات كبيرة من دمه، وبدأ العد التنازلى..عشرة .ثمانية..ستة..أربعة..اثنان..صفر، هتف:" عاش فيدل"  ثم سقط إلى الأمام، ولأول مرة

سقطت الشجرة من بين يديه، وتبعثرت الأعوام الصغيرة وانتشرت قطع الكراملة الملوّنة على الإسفلت الأسود)).

* لقد جسّد(خوستو)فى قصته معنى التضحية الحقيقية فى سبيل الوصول إلى التحرّر وبلوغ الأهداف، وكيف أنهى قصته بمعنى عميقٍ له دلالته

بانتشار قطع الكراملة الملوّنة (الحياة الجديدة)

لتطغى على الإسفلت الأسود(الطغيان والظلم)

وحين يشبّه شجرة الكراملة بشجرة الحياة.

* هكذا قامت القصة بدورها الفعّال فى التغيير.

__________________

حامد حبيب_ مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *