محمد حبشي
رسائل " أوتزي " ،
إلى امرأةٍ على وشك الانقراض
..
.
.
لستُ مكعباً من الثلج ، تضعينَهُ قبل ارتشافِ قبلة ساخنة
في كأسٍ من النبيذ ..
أو قطعةَ سكر
تذوبُ
بين شفتيكِ حين تحتسينَ قهوةَ الصباح ،
أو ملعقةً من عسل النحل ،
في كوبٍ من الشاي
الأخضر ،
تحلو بها وقت العصاري مرارة الأيام ..
لستُ
رجلَ الجليد ،
الذي يعانق " سنو وايت "
،
في حكاياتِ جدتك المبعثرة بتصرف قبل النوم ..
أو " اوتزي " ،
الذي ركض في دروبِ الزمن آلاف الأميال ،
ليصلَ إليكِ من العصر الحجري
بلا رمح ،
يغرسهُ بين ساقيكِ عند درجة التجمد ..
أو لوحاً
من ألواحِ المَني ،
سقط في عشق جسدٍ من الألباستر كالعجل ،
حين سألت من جبين السامري ،
نطفة على رأسِ
موسى ،
لها خوار ، وهو يأتي أهلَهُ بقَبَسٍ من النار ..
لستُ
هيكلاً عظمي ،
خرج للتو من التابوت ،
ليضاجعَ على أرفف ثلاجة للموتى
جثةَ امرأة محنطة ،
تحتفظُ
في أرشيف الذاكرة ، بطعنةِ رجل في الظهر ،
في صدرها بوصايا الجماع العشر ،
بمشاعرها
الباردة ،
وقواعد العشق الأربعين ، في درج عانتها السفلي ..
أنا رجلٌ
خفيف الوزنِ
ثقيلُ الدم بلا ظل ،
قطعةٌ من الطوبِ الطفلي ، مفرغة من الأحلام ،
لا تصلح لبناءِ بيتٍ
أو أسرة ،
أو سقفٍ يحمي نوافِذَكِ من الريح ،
عواصفَكِ / عواطفَكِ / ملابسَكِ الداخلية من المطر ..
فلماذا ؟..
تزحفين تحت جلدي كأفعى ،
لتبثي في شرايين راسبوتين السم ..
وتحولين قلبي الأخضر
إلي أرضٍ بور ،
لا تصلح
لزراعةِ ليلةٍ حمراء ، تنمو فيها بذورُ العشق ..
لماذا ؟.. تُصِرِّينَ كامرأةَ العزيز ،
أن أكونَ عبداً ،
يُقدمُ إلى
طيورِ شهوتِكِ الجارحة ، فروضَ الطاعةِ والولاء ،
إلى خيولِ جسدِكِ المرمري ،
ورغبتهُ الجامحة
في الصهيل ،
كل مساء - أمام النسوة - بالأمرِ القرابين ..
أن أكونَ
زوجاً مريحاً للقدم ،
من ملايين الأحذية ، موحدةَ المقاساتِ ،
مختلفةَ الأشكالِ والألوان ،
التي يرتديها
في هواكِ
ترابُ الوطن ، وقلبُكِ الملحد متى شاء ..
محمد حبشي / مصر ..
( 28 - 11 - 2021 ) — 10:30 صباحاً ..