جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
تاريخحامد حبيب

تآليف الشعب من أشعار ونوادر

 

تآليف الشعب من أشعار ونوادر

حامد حبيب _ مصر

 

صنَّف  الأديب  المصرى  (ابن مماتى)  كتاباً أسماه" الفاشوش " ،  ودلّ   ذيوعُه  وتداوله   على  كراهيةِ المصريين جميعاً لكل فاتحٍ لبلادِهم ، كما شهد بذلك

المستشرق (كازانوفا).

*والحقّ أنَّ النوادر الساخرة التى يضمّها هذا الكتاب

لاتقف  عند حد شخصٍ  مُعيَّن ،  بل تُشيع  الهُزء من

أُمراء المماليك بعامّة.

* وقد قدّم (ابن مماتى)كتابَه بكلمةْ قال فيها: " إنه وضع كتابَه  ذاك برجاء أن  يتدارك ( صلاح الدين )

الحال ،  ويُنقذ  الأمة  من  المظالم  التى أوقعها بها الأمير (بهاء الدين".

* وهناك  شواهد أخرى على كراهية  الشعب للحاكم

الأجنبى ، وكان الفنّان المغمور يتحيّن الفُرَص لإنشاء

الأزجال التى تحُط  من هيبة السلاطين  والمماليك ،

ومثال هذا  الزجل الموضوع  فى السُخريّة ،  ماكان

موجَّهاً  تجاه  ( السلطان قلاوون ) الذى  تولّى حُكم مصر من(٦٧٨_٦٨٩ه).

* وفى كتاب" بدائع  الزهور فى وقائع الدهور " لابن

إياس )  فى حوادث  ذى  القعدة  ٩١١ه  ، أنّ   العامّة صنّفوا  رقصةً وهم  يقولون : " إهرب  ياتعيس  وإلاّ يحمّلوك الدريس"  احتجاجاًّ على الإجراءات التى استخدمها أمراء المماليك لخزن الدريس، وتسخير الناس فى حمله إلى بيوتهم.

* وكان من عادات العامّة ، أن يؤلّفوا الأهازيج إذا ضاقت بهم الحال، ويشتخدمونها فى التشنيع على

أولئك الأُمراء  ، ومما رواه (ابن إياس)  فى أحداث

(ذى الحجة عام ٩٠٨ه) من أنّ السلطان الغورى أتمّ بناء مدرسته الفخمة، ولكن شنّعت عليه  العامّة  أنّ

مصروف عمارة هذه المدرسة كان من وجوه المظالم

ومُصادرات الناس، حتى لقد سمّى بعضُ اللُّطَفاء هذه

المدرسة   باسم " المسجد الحرام "  وشهّروا  بأُمراء المماليك كل تشهير.

*  وفى  يوميات الجبرتى  (فى حوادث عام ١١٤٢ه) أنّ  أحدَ الولاة  زاد الضرائب ، فسار الأهالى والصبية

تحت نوافذ بيته بمنظومة عاميّة ،قالوا فيها:

             باشا  ياباشا     ياعين  القَملة

             مين  قالّك  تعمِل  دى  العَملة

             باشا   ياباشا  ياعين  الصيرة

             مين قالّك تعمل دى  التدبيرة

* وعندما زاد (البرديسي)الضرائب على تجّار القاهرة

وصُنّاعِها صاغ فيه العامّة  أُهزوجة تقول :

        " إيش تاخد يابرديسى من تفليسى"

* وعندما استنكر العامّة، تصدّى بعضُ الأفّاقين لأمور الدين ، فنظموا شيئاً مشابهاً  ، وقالوا  مطالبين  وزير

البلد بقطع رأس المارق :

           واحد   ظهر   وادّعى   إنُّه   نبىِّ  الحقّ

           وانُّه  عرَج   للسّما  وانُّه  اجتمع  بالحَق

           وإبليس ضلُّوا وصدّوا عن طريق الحَق

           قوم   ياوزير  البلد   واحكُم  على  قتلُه

           أهل  العلوم  أرَّخوا  :  هذا   كُفر  بالحَق

**كان معظم  رجال الأدب فى هذه الفترة، لايقفون

فى  معزلٍة عن واقع  حياتهم ،  بل  شاركوا  وشارك الشعب معهم بحماسةٍ وتصميم ، فى فضح  مساوئ

الأُمراء وفضح الظلم ، ومقاومة الطغيان، وذلك  من

خلال أشعارهم وأهازيجهم ونوادرهم..لتبقى الكلمة

سلاحٌ بتّار فى وجه كل طغيان.

_______________

حامد حبيب _ مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *