حامد حبيب
أُمّةٌ بلاثقافة..أُمّةٌ بلا مستقبل
إنّ
من تعريفات الثقافة ، وكما جاء فى
موسوعة
"دار الشروق" : "
إنّ مفهوم الثقافة يشير
إلى كل مايصدر عن الإنسان من
إبداعٍ أو إنجاز فكرى أو أدبى
أوفنىّ أو علمى".
وتعريف (لاروس) الفرنسي : " إنّ الثقافة مجموعة
النظُم الاجتماعية و المظاهر
الفنية والدينية والفكرية التى
تتميّز بها...".
ويقول (عبدالله ابن الشيخ محفوظ بن بيّه)_ عضو
المجلس الأوربى للإفتاء ب "دبلن" : " لكن
التعريف
الأنثربولجى الواسع الباحث عن
المعتقدات واللغات
والمؤسسات والعوائد والتقاليد
لكل مجتمع ، وعلاقات الكائنات
البشرية بعضها ببعض هو التعريف
الأول فى نظرى، إلا أن المهم أن
نعرف أنَّ مصطلَح
الثقافة مصطلَح مراوغ ، إلا أنه
من المؤكّد دخول الدين والتقاليد واللغة فى أفراد هذا
المصطلَح".. ..
ويقول : " وأبدأ بافتراض مسلّمات :الأولى_ افتراض
أنّ الدين الإسلامي واللغة العربية والتقاليد والعادات
هى الثقافة العربية ، فهذا
الثلاثى هو الذى
يشكّل
المتخيّل العربى وخلفية
وخلفيّة ومعيار القيم لدى
العربى. والثانية :أنه توجد سمات مشتركة بين جميع
العرب من معتقدات وشعائر دينية ، ولغة
تواصل ، وعادات وتقاليد، وحاضر مشترك
، وطموح إلى نوع
مشترك من المستقبل ، وهى سمات تسمح
بالحكم
بوجود ثقافة عربية واحدة..".
والأخذ بالثقافة هو الأخذ بالنهضة الحقيقية......فأُمّةٌ
بلا ثقافة أُمّةٌ بلامستقبل. والحضر مقدّمة للمستقبل.
وحاضر ثقافتنا العربية بدأ منذ أكثر من أربعة آلاف سنة ،
منذ أن رفعَ
إبراهيم القواعد من
البيت وإسماعيل ، ومنذ
أن تزوّج اسماعيل
من قبيلة جرهم القحطانية وتكلّم
العربية ، حيث أصبح للعرب
بيت عبادة محجوج، استوجب احترام الأمم الأخرى،
وبِلُغتهم أنشدوا أجمل القصائد ، وأروع
الخُطب فى
عُكاظ ومِجنّة وذى المجاز، وتأكّدت خصائص العروبة
حين انتشر الضياءُ من جبال فاران من
مكّة المكرّمة
بمبعث رسولنا الكريم إلى الناس كافّة ، حيث
حمل القرآن إلى العالم
قيَم الخير ومبادئ
العدل والإحسان،فاهتزّ وجدان الأمة وتشكّل كيانها، ومدّت
أجنحتها على الشرق
والغرب فى صحوة
دينية وخُلقية وفكرية وإنسانية ،
فقطفوا ثمار علوم من
سبقهم من الأمم
، فحقّقوا ونقدوا
واستوعبوا وأضافوا وأفادوا ، وبذلوا
خُلاصة ماتوصّلت إليه الإنسانية جمعاء، فأخذ الغرب منها سجلّاً
كان أساس
علومه وتقنياته عن طريق
معابر البحر المتوسط والأندلس ، وبعد قرون ، تحوّلت
الحركة إلى رتابة
والإبداع إلى تقليد واتّباع ،
فاستطال الأعداء عليها ،
وأظلم صُبحها ...فإذا كان حاضرنا الآن هو نتيجة
ماضينا ، والمستقبل نتيجة
حاضرنا ، فأىّ
شئٍ سيحمله المستقبل لحاضر مظلم ،
يحمل كل أنواع
الهوان لأمّةٍ صارت
مهترئة متشتّتة ،
ليس لديها مشروع لصُنعِ المستقبل ؟
______________
حامد حبيب_ مصر