جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

المشهد الأخير

صلاح والى



الريح تصفو ثم تعتكر والبحر ينقل خطوه فوق البلاد

والناس خلق من بلاد الله / قد بُذروا بأرض الجائعين تكاثروا فوق الرماد /

لا منكب الرمل الكبير ولا تجلى حكمة الأجداد تنقذ ما تبقى من عروق البطن صاخبة ،

يموت النمل فى مسرى الدماء .

لا ناسغات صاعدات بالمياه ، ولا الدماء تجلل الثمرات تحلب من عروق الأرض ملح أو زاد المعاد

، لا قصة الأخوين تنذرهم ، ولا سقط المتاع يرد غائلة من الأوجاع تصعد بالسماء إلى السماء ،

حلم من الكتب القديمة ، حفنتين من التذكر بعض أوراد من الأجداد والعبادلة استكانوا واستعانوا فى تنقلهم ببعض من فتوحات وتاهوا فى حروف الوجد ،

ما شبع لبطن بالكتاب

وأنا على ضحى الحالين متكئ على شجر من النسيان يمعن فى الغياب ،

وأفك جلدى مرتين أخلّع العظم القديم ، أبدل المكسور بالكافور والسنط المعرش فى سطوح الدور أقطف من قفير النخل مشروبا وبعض الزاد

وأقول هل ملك على ملك

يقوم الآن أم وجع على وجع يُزاد

أكانت الأرض التى نبتت بها روحى سوى طمى يغرغر بالحياة / فأين تلك الروح فيّا

الآن؟

أين العشق ؟

أين تدفق الحيات بين يدى ؟

أين معشّقات من هلال حف بالنقش الجميل وزين باللون المجدل بين أوراد وما قالت لنا الجدات ؟

هل تستريب الروح - آن وجدت - وتجثو فوق رمل الذكريات ، تسائل الأجداد عن عمر مضى ، وتظل تبحث فى ترادف ما تشابه من لغات العيش عن ( زمن وباد ) .

أى الأوابد صار نسفا صفصفا أى البلاد ؟

أى القصور مشيدات فى الضحى والبئر عطلها على عجل ممل ضاحك كف الجماد

كم من نقوش فى أديم الروح زالت / ربما روحى نقوش بالدماء قد امحت من أرض عاد //

زالت فى تهدجها بلاد أمطرت أمطرت سبعين عام .

أو عاصفات جئنها صبحا بياتا ، أو بحار قبل رهوا

صاخبات لفت الأشياء أخلتها من الأشياء .

ثقلت على الأرض البلاد

وتداخلت نارين من وجع ودمع ، وانتهى عقد الخميم من النخيل ، تدفقت فى السحب أشجار من الزقوم ، واندفعت تعكر فى فضاء الله ثانية ، فتندفع الرؤى ،

ويظل يهطل حنظل الوقت المسمم جائعا ، يحثو تراب الناس ، يكشف جثة فى صمتها ، فتقوم ساكتة وتسرى فى شوارعها ، وتفتح ذكريات لم يغيبها البعاد ،

تهز دور الغائبين ، تهل من بعض الشقوق بذور أطفال وطمى فى ركاز مثقل باللهو

// كان يظن بين يدين أن سيشكل الأطفال منه عرائسا للقلب أو طينا لسقف البيت أو سورا لداء القلب // يحفظه من الذوبان فى ملح الجماد .

شجر على غيم البلاد

شجر وكل ثماره حجر ، وأفرعه بقايا أضلع ، ويداه مقصلتان ،

والأوراق أرؤس معدمين تكاثروا ...........

والجذع أنثى فى تدفقها استكانت تحت حمى الوقت قُدت من حجارة أدمع ضاقت بشهوتها فجمّدت الجماد .

هل كنت مكتئبا فصرت مجندلا ؟

جلدى تساقط من تشققه كجسم النهر ، وانهارت قوائمه ، فأغرقت المدى روحى وخاصمنى العناد .

أم أن قنديلا أضاء المشهد الخلوى فورا من تذكرنا وأطفئ فجأة فتخايلت فى القلب بعض مخيلاتى ، وانطوت صحف وأشواط وروحى فى استراحتها على بعض الرماد .

سعى دبيب فوق جسمى دائبا ، سمعة يسيل على المدى ، لكن ذاكرتى

على ألف تغادر من رماد الروح ، طائرة على ظهر الجواد .

..

1994

صلاح والى

من الأعمال الكاملة

ج 1

ص 181، 184

الهيئة العامة لقصور الثقافة

ط 2016


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *