رياض ناصر نوري
🌹🌹
مَا قبل العَاصفة
قبلَ أنْ تَحْدُثَ العاصفةْ
كلُّ ما كانَ حولي
أنعتهُ حينَ أشردُ
هذه حياة..
رائحةُ ترابِ الأرضِ
بعدَ مزنةِ غيثٍ
واحتفاءُ السماءِ بعبورِ سِربِ إوَزٍّ
حين ينتصفُ أيلولْ ..
الطَرقُ الأنيقُ بيدِ الصديقِ
على بابِ بيتي مساءً..
ابتسامةُ أمِّي
حينَ يُذكَرُ على سمعِها
تاريخُ أجدادِنا القدماءْ ..
وطقطقةُ أكياسِ الورقِ
في يدِ أبي وما تخفيهِ من الزادْ.
هذه حياة..
أهازيجُ العائدين منَ السهرِ
عند ضفافِ " الفرات"
نحنحةُ مؤذنِ المسجدِ
قبل رفعِ أذانِ الفجرِ ..
جدالُ القروياتِ حولَ سعرِ الفصّةِ
عندَ الخامسةِ صباحًا
صوتُ بوقِ بائعِ " غزل البنات"
في زاويةِ الحارةِ..
جيبُ المريولِ المدرسيِّ
المعبأِ بالسكاكرِ ..
خفقانُ القلبِ
حينَ رؤيةِ معلمِ الصفِّ مصادفةً .
هذه حياةْ..
صراخُ لاعبي "ورقِ الشدَّة" في المقاهي
رنينُ الأجراسِ النحاسيةِ الصغيرةِ
حولَ رقبةِ حصانِ عربة العتال ِ
أزياءُ مجانينِ ودراويشِ المدينةْ
طقوسُ النساءِ
مع البصلِ والخبزِ
حينَ يعشقُ النهرُ طفلًا
ويأخذُه في رحلةٍ أبديةٍ نحو القاعْ..
رائحةُ الكعكِ المنزليِّ ليلةَ العيدْ.
صوت " فيروز "..
وخشخشةُ صوت المذياعِ اللذيذةِ ..
لحظةَ تجهرُ المذيعةُ :
" مرحبًا يا صَباحْ"
هذه حياة..حياة.. حياة .