فوزية العلوي
زائر أزرق
تسكنني بلا إيجار
وتغلق كل النوافذ كي لا
ياتيني شعاع
إلا من يدك وهي تومض في
ظلمة الحبر
تمشي على أطراف دهشتي
كي لا توقظ
العصافيرالتي قيّدتها
فوق افنان قلبك
تطلق مثل ذبذبات الماء
على الخرير
لتقول لي نامي مسهّدة
اليدين
مفتحة الشرايين كي أحط
إذ ما نمتِ
فوق السّطح
تعرجُ لي....هل قلتُ بي
تناديك أولّ المنارات
تحطّ مثقلا بالوان قوس
قزح
طويل الشعر أراك كرجال
طلعوا للتو
من قصائد عروة بن الورد
والسليك بن السلكة
ليلهج جناني:
" إن الليل طويل
وأنت مقمر "
ثيابك من ورق اراه وبه
كحب العزيز
نجلس كألف ولام
متقاربين حد الموت
متباعدين كمشرق ومغرب
تتربّع فردا وتقول هل رأيت ندماني؟
- أنا لا ارى إلاّك
فأين هم؟
هم معي
ولكنهم يطوفون
لذلك تخدعك الحركة
اجلسي وهاتي حدثيني
عن البلح هذا العام
والرمان المتشابه
وحتى الذي لم يشبه في
وجده أحد
وعن خريف الحال وسرور الاحوال
واقرئي إن شئت لي ولكن
بلا صوت
إني أخشى علينا الموت
وأخشى
ان يذوب نبراسي من
البكاء
أاقول لك ...لا تقرئي
علي ّ
إني عارف بحكاياك
واحدة واحدة
الحكاية التي ليس لها
باب
والحكاية التي في
تقويرة المحراب
وحكاية الطير الذي
يتعتعه الغياب
وحكاية السفر الذي في
مركب السحاب
أرايت كيف قرأتك
كتابا منقوعا في صمغ
المسك
مكتوبا بقلم القصب
مولّها بالحبّ... هل
قلت لهب ؟
توجز في الحديث
تلفّ اطراف ثوبك
ترمي مقلتيك يمينا
وشمالا وتقول
آن أواني أن أطير
أخاف إن تنفس الصّبح
تخذلني
جناحاي فأسقط في البحر
يتجمّد في حلقي شهد كالمنّ
تنهمر من قلبي كلمات
أنا لم أقلها
أفتح لك الباب القبليّ
فيصرّ
وتمشي بخطى واسعة كأنها
البحر
لم يبق في المكان إلاّك
ومزق من قوس قزح عند
العتبة
فوزية العلوي
