إبراهيم عبدالفتاح شبل
مجبور
قصة قصيرة
يعيش العم مقبول بين الناس
وقد ملأ وجه الرضا والقبول
بالحياة
وتصالح معها وكأنه امتلك منها
جميع
النعم التي يعرفها ولايعرفها فهو دائما
يصحو مبكرا ويسعى سعي الطيور بالبرية حاملا
صندوقه على ظهره
وكأنه صندوق السعادة وكلما ناد بصوته الجميل على
بضاعته
يأتي
إليه الأطفال من صوب
ليشتروا
منه حلاوته من العسليه المحلاة بالسمسم
وكان صوته العذب سببا في اقبال الكبير عليه
للشراء منه وطالب بعض مقاطع من الأغاني ولكن مقبول كان يفضل تلاوة القرآن وخصوصا
عن يجتمع الكثير من الزبائن حوله فيبدأ تلاوة بعض ماتيسر من سورة يوسف
فيجذب الكثير والكثير من الناس
وقد
نفذت بضاعته فيقول بالقرآن اعود لأسرتي مجبورا فيقال
الحضور
وبتلاوتك العذبة للقرآن الله قد اجبرت قلوبنا فبضاعتك
ليس لها
كساد لأنها تجبر الشاري
قبل البائع
فقال أحد الحضور لقد سمعت هذا الصوت بإذاعة
القرآن الكريم
فقال مقبول حقا لست قارئا بالأذاعة وأردت أسمع
الناس عذوبة وحلاوة القرآن وخصوصا بعدإنصراف
الناس عن سماع الإذاعة والإهتمام
بوسائل قد افسدت الهوية وتريد أن تقتلع جذورنا
من قيمها الثابتة بفضل
الدين
فقال أحد الحضور قال حقال فأنت تريد أن تعطينا
الحلوى لتجبر القلوب
قال وكلما اجبرت قلبا حائرا
أعود بفضلكم مجبورا إلي ربي الذي أجبرني بيكم.
فيفرح القلب وتسعد الأيام طالما عشت تعلم ما لك
وما عليك فسوف
تجبر الكثير من القلوب
فابتسم العم مقبول للحضور ثم
سار
حاملا صندوقه فوق ظهره
بعيدا
فقال أحد الحضور من هذا الرجل
فرد عليه قال ملاك من السماء جاء يعلمكم دينكم
ويجبر قلبكم ويهديكم الله بيه من فضله.
الكاتب/إبراهيم شبل
