محمود نوحو ابراهيم
للوحشة... لوردة اليأس
جرحك ينزف دمك
فلايدعِ الأخرون
عنك الألم
ودمعك ملح عيونك
وليس ملح خبزهم
ليحتملوا عنك الصليب
وطعن الندم
أنت موتك
وأنت زفرتك الأخيرة
وهم عبئ الجريرة
وأنت رحيلك
وهم ليسوا حقائبك
أذا أزف الرحيل
واستحكمت وحشة الروح
وليسوا زهرة الماء
أذا لواك العطش
أنت غيابهم
وهم ليسوا حضورك
فلماذا ادعاء
الدموع ولماذا البكاء
على ماكان فيك
وماكان لك من حصة القهر
وحصة الموت
وحصة فقدانك لذاتك
جرحك وحدك تعنيه
ودمعك وحدك تبكيه
وصمتك وحدك تقرأ معانيه
وهم ظل الفرح
وظل عكازك أذا استندت على جذع
حنينك
وهم حسرة ضياعك
وهامش غيابك وليسوا غيابك
ففي المأل انت وحدك
وجرحك ينزف دمك
وهم رايات تأفل اذ تمضي بك
سفينة حزنك في يم الوجع
لاتعول عليهم
فهم مثلك وحشة درب
وقلة زاد
ووعثاء سفرغربة
يبحثون عن ظل من سديم
هاجرة كافرة
تستفرد بك وبهم واحداً واحد
أذن:
لف شراع رحيلك
وأفرش لنزفك سجادة صبرك
وألبس جبة وحشتك
لوجع الصليب وحدك
وأسجد لرب الألم ركعة طاعتك
عله يخفف عنك كوي الاسى
ويدمث معك في حصة الوجع
ويقبل منك أن ترفع راية هزيمتك
في سهل حيرتك العمشاء
وحدك سيد على وعوعول
جموح أنينك
فانصب شراك مصائدك
لعلك تقتنص فريسة
تقتات منها
حصتك لمداومة الحياة
بحدها الأدنى
الحياة بغرفة أنعاش
بأجهزة كلها من معدن
حيادي
أبكم
بارد
روحه خيط أنين أبيض
يحز هشاشة جسدك
المثقل بالجرائر واليأس
حد الفرح به
لأنه علامة أخيرة على أنك
كنت تحيا قليلاً
وتموت كثيراً