حسام نعمان
كتبت قصيدة طويلة جداً
لتعرف أنني أحبها جداً
لكنها لم تكن من القارئات الشغوفات
أحرقت القصيدة
ثم قررت أن تكون القصيدة أقصر
ولابأس لو كانت كلمة واحدة
ثم فكرت
ربما لاتكون من القارئات
وربما لاتحب الشعر والقصائد
من الأفضل أن أجرب شيئاً أخر
مزقت الأوراق كلها وأحتفظت بالكلمة الواحدة
أخذت نفساً عميقاً
كنت أريد أن أصرخ بكل قوتي وأنا أردد الكلمة الواحدة
ثم قلت لنفسي
ربما لاتحبني أو ربما تحب شخصاً أخر
يعجبها وتعجبه ولايحتاج ليكتب أو يصرخ أو يطير
تكفيها نظراته الذابلة
ربما يجب أن أجرب النظرات الذابلة
هذا ممكن جداً
لولا أنني شبح
إمرأة وحيدة
شبح وحيد
لاتتركه ولايعجبها
لاتحبه ولاينساها
لكنها تتسلى بأرجحته فوق الهاوية
شبح يزيل أنقاض الوحدة
عن قلب امرأة وحيدة
ثم يكتب بالطبشور
ماتحبه لايمكن لأحد أن ينتزعه
ماتحبه
سيبقى للأبد
ولو أني لم أمت عشقاً
ماكنت شبح
*******
ندفة الثلج لها فلسفة غريبة
ربما لاتعجب الجميع
لكنها حتماً ستثير إعجاب الحالمين
تقول بثقة عظيمة
أنا لست حزينة
سيأتي الربيع
الشمس تشرق من جديد
وسوف أعرف الحب
لقد أخبرتني الغيمة عندما تركت السماء
ستعرفين الأرض
وعندما تشرق الشمس ستعرفين الحب
ثم سترتفعين إلى السماء مرة أخرى
قالت الغيمة
سوف أذوب
مع أول الشعاع سوف أذوب
عندما أحب سوف أذوب
وليس بالأمكان أن أحب وأن أوجد في وقت واحد
لابد أن أذوب
لأعود مرة أخرى نحو السماء
********
أيها الرب
سأكون متفهماً إن لم أدخل الجنة
ولكني لا أستوعب كيف ترتب أمر القدر
أخبرني
كيف لا أتمكن من نسيانها ؟
فأنا لا أتذكر أين أخبئ أخر النزوات
ولطالما نسيت أوراق القصائد أسفل السرير وتحت الطاولة
وكدت أن أنسى طريق البيت
شكل السماء
رحلتي للسجن
والعصافير التي تهتز على أسلاك من الخيبة
وأنا لاأحفظ أدعية الصباح وأدعية المساء
ولا الصلوات ولا أوقاتها
ولا الوقت المريب في التضرع
أنا قبيلة من النسيان
ولولا وجودك في اللغة
كنت نسيتك
لكني لا أنسى
أول الكلمات ،
التي حاولت أن تشبهها
بيضاء مثل أجنحة الملائكة
وكيف لا أنسى أنني غيرت رأيي
وتمنيت لو أنني جعلتها زرقاء أو ملونة بالبنفسج
لتحبها أكثر مما تحب البحر والصباح
وتكره الطعام المطهو (بالطماطم) ومادة الجغرافيا البليدة
غريب أمرك أيها الرب
كيف ترتب أمر القدر
وكيف تتركني
لأبقى عالقاً سنوات طويلة
أمام خيار واحد (إضافة صديق)
******
لامكان للحب
ولا اتجاه
وللحب وقته الذي لايخالفه منذ الأزل
يأتي دائماً عندما تشير عقارب الساعة
إلى أنك جدير به
لذلك عليك أيها اليوم الطويل أن تنتظر
تلك التي لاتعرف أنني أنتظر
وتمهل دورتك الدموية
لتكمل نزهتها في الحكاية
لتخبرك
كيف ستنتهي هذي القصيدة
حسام نعمان
