فوزية العلوي
خدعة
تسقطين أحيانا في مطبّ
تخالينه صوفا منفوشا
لكنّك تغرقين في وحل الفجاءة ....
بمرونة الحكماء وصبر
الفلاسفة
تحاولين تخليص قدميك
لكن المتاهة أبعد من كل
المسافات
حذاؤك الذي بكعب
الاناقة يزيد الامر تعقيدا
المطرية التي حاولت
التوكؤ عليها انتفخت
فصرت بين هواءين
الصوف الذي خلته ندفا
لم يكن الا فراغات لزجة
كل الذي تعلمته عن
هندسة الفضاء
بدا بلا معنى
هكذا يعلمونك القشور
التي لا تغني من جوع
يملؤون دماغك بالمثلثات الجوفاء والمكعبات الصفراء وخطوط
الطول والعرض لكن
ها انت الان في الفراغ
السحيق
والأصوات تاتيك واضحة
تؤكد ان لا أحد ينقذك
الا ان يكون مخلوقا من
قرنفل ترابك
متشربا مياه الطين
الجوفي
حيث كانت أسماك زمانك
تتناسل
تحمل لون عينيك وتقرفص
انفك
والتجعد الضروري الذي
يجعلك جميزة افريقية
او صبارة تنمو على
حصى نهر الشمال
تسمعينهم يرطنون بلهجات
لا لسانك يغزلها ولا
ريقك يبتلعها
كيف إذن زج بك هنا في
هذا الفضاء السحيق
ذي الثقب القطنية
المتشعبة
من أين لك الصوت حتى
تصرخي
فتطير احرفك شهبا
منقوعة في عسلك البري
وتجمع لك كل النحل
واليعاسيب التي لها فصيلة دمك
حتى تستطيع انتشالك
قشة من مصب نهر عظيم
من أين لك القوة التي
تمزقين بها هذي الشرانق والمشانق
المنصوبة في الهواء
اي كذب علموه لك أننا
من شجرة واحدة
وأننا مهما كان دراقنا
وليموننا
وتيننا وزيتوننا
وصبارنا
وحنضلنا وخشب صلباننا
ومنابر الله
فنحن نحمل نفس النسغ
ونرضع من ينبوع الأرض
وحتما مسرانا ومسيرنا
إلى ذات الجرف حيث
اختلاط دم السلالات
ها أنت الآن بلا لغة
في فراغ الفراغ
لا سارية تسند جذعك
الواهي
ولا سرادق يصد عنك
الريح
ولا ذاكرة تجمعك بهذه الأشباح
كيف إذن تطيرين وكيف
تنقضين
على ما اشربوك من كذب
مالح
وعسل مسموم وأقوال مضاعفة
وحكم مثلثة وقصائد
لم تكن يوما وليدة ارحام القلوب
كيف تجمعين فتاتك
وشتاتك
وتمزقين اوردتك دفعة واحدة
كي تولدي بشامة الزيتون
وجديلة الحلفاء
والعطر الازلي لمغارس
الليمون
فوزية العلوي
