ماهر محمد
توأمان..
أنا والبحرُ توأمان
ولدتُ قبلهُ بموجة
إنزلقنا من رحم الحياة
وافترقنا..
كلٌّ منّا يحملُ علامةً
فارقة
تبنّتني عائلة من النوّ
أصبحتُ من طبقةٍ كادحة
وهو تبنّاهُ شاطئ
من الأرستقراطيين
القدامى/ الجدد
الأرجوازية.. إخوتنا
البحّارة تنّكروا لنا..
على كتفينا وشم مرساةٍ
صدئة
نحملُ وحمة السماء على
ظهرنا
نتشابهُ في الحزن
وفي الوحدة الداخلية
والسعي في الرزق..
بتُّ أجري جري الوحوش
لأُطعم أولادي
وراح هو.. يأكلُ
سُفُنه..
******
مواسم..
وكنتُ أظّنُ بأنّي منجل
يقتربُ من موسم الحصاد
حتى جاء
اللا مطر..
لأكتشف فيما بعد
بأنّي مُجرّد
سنبلةٍ
م
ح
ر
و
ق
ة
******
إنسان مؤجل..
أذهب إلى الحب بأقدامي
لا أعرف إن كنت ذاهباً
إلى حياةٍ
أو موت..
أضعُ السماعات في طريقي
بينما أصل
لأكتشف فيما بعد بأنّ
لي لحناً مؤجّل
النوتة تائهة في أوراقٍ
مُكّدسة
والسُلّم مكسور
والآلاتُ كلها معطوبة
أولهم أُذناي
اللتان لا تسمعان إلا
تخبّط مشاعرٍ
في داخلي وأزيز رصاص
رئتاي اللتان لا
تستقبلان
إلا دخان سجائرٍ وغُبار
معارك
والقلب.. آهٍ من القلب
لا أملكهُ،
هو في يد غيري..
في قبرٍ بعيدٍ هناك
لي لحن مؤجل
موت مؤجل
حب مؤجل
وحياة مؤجلة حتى إشعارٍ
آخر..
******
من طرفٍ واحد..
عرفتُ رجلاً يكتب
عن كل شيءٍ يتحرك
كل شيءٍ ساكن
ويكتبهما معاً إن أراد
عرفت ذلك من رسالةٍ
ميتة
لذلك الشاعر الحيّ
(العاشق من طرفٍ واحد)
كيف تناقلتها الريح
تحت أقدام المُشاة..
ماهر..