جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

إبراهيم عبدالفتاح شبل

قصة قصيرة

الثقة


أحمد شاب صاحب المؤهل المتوسط وإلتحاق بالعمل بشركة شمال الدلتا كمراقب إنتاج بأحد المدن الساحلية

ثم أراد أن يكمل نصف دينه فاختار ان يتزوج من قريته

فوقع الأختيار على نادية بنت الحاج محمد

الحاج محمد رجل طيب يعمل بوظيفة عامل في وزارة التربية والتعليم

نادية بنت العشرين ربيعا. تقبل احمد الذي يكبرها بخمسة عشر سنة

رغم إعتراض بعض من الأهل بسبب فارق السن

ولكن نادية تحلم الخروج من النفق الضيق إلا وهو القرية بكل مافيها

نظرت بعينيها إلى الأفق الأوسع إلي المدينة بكل مافيها من صخب الحياة ومتعة العيش

وافقت نادية وأقام احمد ليلة العروس وسط أهل القرية الفارحين لهم

وأعد احمد عش الزوجية بعد إن قضى عاما مقيما في بيت أهله في القرية

ونادية تريد أن تحقق حلمها في الإنتقال للعيش في المدينة

وكان احمد يسألها لماذا أنت متلهفة هكذا؟

تقول له إني أريد أن اكون بجوارك طول الوقت فأنت زوجي الذي أعشقه وهدية الله لي من السماء

تبسم احمد وأخذ يشكر الله على هذه الزوجة التي تحبه هذا الحب

ولكن بادرها احمد بأنه جهز وأعد شقة صغيرة كعش الزوجية بالمدينة مؤقت

وسوف نذهب إليها في نهاية الأسبوع

فرحت نادية فرحا شديدا لإنتقالها للحياة المدينة

وكانت نادية حامل فأنجبت طفلها الأول سعيد

وعاش أحمد ونادية أيام سعيدة بحضور سعيد

واجتهد احمد بالعمل واخذ يدخر نقودا ليحقق حلم زوجته للأنتقال لشقة أوسع وفي حي أرقى ولكن بعد عامين رزقت بطفل آخر واسمته سعد فحمد احمد ربه على هذا الرزق سعيد وسعد

ومع وجود سعد اتسع الرزق وامسكت نادية بمدخرت احمد الذي لم يرفض لها طلبا يوما ما

فطلبت منه أن تبحث عن شقة متعللة بأنه يأتي متعبا من العمل

وأنها تعرف المدينة جيدا وعندما تختار نذهب معا لمشاهدة الشقة وأن تكون شاهدا على العقد

فرد كيف اكون صاحب الشقة وشاهدا على العقد؟!

فقالت نادية بدلال ودلع الست حبيبتك وام أولادك اغلى مافي الدنيا لنا ؟

قال احمد نعم احبك فأنت كل حياتي ودنيتي

قالت ناديةهذه الشقة هي دليل حبك لي ولأولادك وهي ستكون عش الجديد الذي سيشهد قصة حبنا الرائع وهذا له معني آخر عندي أنك تثق بي كل الثقة

فعلا كتب احمد الشقة باسمها ومرت السنون بشكل امواج البحر بين هدوء واضطراب

حتى قررت نادية وبشكل فجائي ان تعيش وحيدة داخل الشقة

قبل احمد هذا الوضع لعل العاصفة تهدأ يوما وتعود الحياة إلى طبيعتها

ولكن لم تعود فقد مرت شعورا كثيرة على هذا الوضع فلم يتحمل أحمد فانفجر غضبا في نادية

فقامت نادية بطرده من الشقة وألقت إليه ملابسه

فخرج من بيته باكيا حزينا على قتل الثقة

وعندما قامت نادية بطرد بملابسه خارج الشقة وهو يتعصر ألما من هول ما يسمع وكأن نادية التي تزوجها لتنجب له سعيد وسعد والذي وهب حياته ليعمل جاهدا على تحقيق أحلامها ولتعيش حياة لم تحلم بيها وهي في بيت أبيه بالقرية وأخذت شريط الذكريات في استرجاعه وهو في حالة عدم إتزان نفسي فأخذت عينيه تبحث عن الطفلين ليراهما قبل الخروج من البيت.

هنا أسرعت نادية لتخبر أختها أنها تريد الطلاق من زوجها

وكانت أختها صفاء عاقلة تأخذ الأمور بميزان الحكمة

فقالت لها اهدئي الطلاق ليس سهلا

وما أسباب هذا الكلام الفارغ ولماذا انقلبت على أحمد

قالت صفاء لأختها لن تجد أحد يقف بجانبك وينصروك في هذا الطلب بسبب علمهم بأخلاق وكرم زوجك

وقالت لها غدا سأحضر إليك انا زوجي لنعرف ماذا يحدث بالضبط

سافرت صفاء وزوجها إلى نادية وعند وصل إلى دمياط اتصل بأحمد الذي طلب منه مقابلته ثم صعدت صفاء لأختها وبعد برهة صعد خالد ومعه أحمد عند نادية

قال خالد ماذا بينكم وماذا حدث لماذا تركت شقتك

ردت نادية بحدة ماذا تقول ياخالد شقتك من ؟

إنها شقتي وليس له فيها سم واحد

وهنا أخذ الحوار منحنى آخر قالت نادية لأحمد طلقني فلم أعد على احتمال العيش معك

وكانت صفاء تستغرب من أختها التي لم تسمع كلامها حتى تهدأ

وقد طلبت من خالد أن يأخذ كل متعلقاته من الشقة لأنها من غدا سوف تذهب إلى العمل

ولن يفتح أحد له الشقة ثم طلبت من خالد أن يسدد أقساط مدرسة أولاده الخاصة وأن يدفع لهم مصروف شهري وأن يقوم بطلاقي بكل معرف

مط خالد شفتيه ويهز رأسه مستغربا من هذا الكلام

وكأنه معد مسبقا كأولوية للطلاق

فقال خالد هيا صفاء لكي لا نتأخر فبيت أختك لم يعد جنة للراحة أو السعادة وصفاء تبكي على أختها

نزل خالد ومعه أحمد ماذا تريد يا عم أحمد لكي تقوم بالطلاق

قال أحمد أريد شقتي لقد ضحيت بكل شيئ من أجل أن يكون عندها شقة جميلة تساوي مليون جنية

فضحك خالد لقد وثقت بالطبق فوضعت البيض كلها فيه وعند وقع الطبق انكسر كل البيض

بل أبكي على ثقة لما تكن في محلها فاذهب بكل ثقة وطلقها حتى تحفظ ماء وجهك أمام أولادك فلا تذهب بيهم إلى المحكمة يوما

عندما تخون الثقة فتكون على الإستعداد لخيانة كل شئ

قال خالد سوف اعلم أبيه بما حدث رغم علمي بموقفه منك

قائلا حياة بمعروف أو تسريح بإحسان وقال لإبنته ترد عليك شقتك

ولكن قطعت الإتصال وقالت إن أراد التواصل فيتصل بالمحامي ونتقابل بالمحاكم

قال خالد عليك أن تقرر

قال أحمد غاضبا سوف ترى أيام سواد من العذب

سوف تعرف من اين يأتي الهلاك

قال خالد من حقك ماتقوله وهل نسيت أولادك؟

لماذا يدفعون ثمن ليس لهم في الأمر من ذنب؟

هنا بكى أحمد قائلا أولادي أولادي

قال خالد للطلاق فن يسمى فن المساومة

هنا عرف أحمد أنه لن يتبق له من الثقة إلا أولاده فيجب أن يأخذهم ويطلق الشقة بمن فيها

وبعد أيام أيام اتصل أحمد بخالد قائلا له هل انت مستعد قال أحمد أجل مستعد لأن أرتب حياة جديدة بكل ثقة

الكاتب / إبراهيم عبد الفتاح شبل


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *