سليمان حسين
من منا لم يجرب ذلك الشعور القاتل
حين تختنق الكلمات في حلق البوح
وتتحول إلى سكاكين حادة تمزق حبال
الصوت حَدّ الألم .....
حين تتصلد الحروف في مخارجها
فتبدو حنجرتك محنطة وصدئه..
حين تشعر برغبه للبكاء فيترسب
الدمع في المآقي وينحدر إلى الداخل،
إلى هناك حيث يغرق مع الوجع.....
إِنَّه بكاء الروح ونزيف القلب...
إذ تتصلب المشاعر ويأخذ منك الوجع
مأخذًْا إلى درجة إستعذاب ذلك الألم الحارق بين ضلوعك..
لم يعد يعنيك ذلك الإيلام المميت بسبب
فرط دهشتك من هول مالم تتوقعة يومًا في الحسبان...
عندها يتساوى الشعور بالبقاء والرحيل..
أو ربما يصبح الرحيل حلمًْا تتوق له النفس للتلاشي بين رماد النسيان..
تصبح كقطرة ماء باردة تلاشت بين ذرات رمل ساخن..
كقطعة نقدية انفلتت من صرة مثقوبة وغاصت في رمال الصحراء...
كقطعة خشبية تتقاذفها أمواج هائجة...
إنه شعور أشبه بصراخ طفل أخرس طلبًا للنجدة...
عندها قد تجثو على ركبتيك تعض أنامل الندم وأنت تلوح بيديك لتلك الآمال
العراض وهي تتلاشى بداخلك شيء فشيء حَدّ الحرمان..
ذلك النشيج الداخلي المكلوم يحرقك بشدة..
إنه إنفلات الحلم من بين أنامل الإنتظار...
موت الشعور بالبقاء على قيد الأمنية....
صفعات خذلان لاتجيد أسلوب الاستئذان..
شهقات وجع علقت في وتين القلب حتى الرمق الأخير من روح حلم بات يحتضر....
تشعر برغبة للصراخ...ولاسبيل سوى
التسليم والإستسلام...
والموت بصمت ولذة حتى إشعار آخر.