عدنان فالح دخيل
"عبّاس بن فرناس"
قرّرَ عبّاس فرناس أخيراً العودةَ إلى بيتِ أبيهِ في بابلَ ليُثبتَ أنّه –
أيضاً - قادرٌ على الانقراضِ مثلَ كثيرٍ
من الحضاراتِ القديمةِ
والناسِ. حدّثَ أباهُ عن سككِ الحديدِ العملاقةِ في
أوروپا البيضاءَ، مُشبّهاً لها بآلافِ
الأفاعي المتشابكةِ. حدّثَهُ عن
أجسادِ النساءِ والرجالِ
في قاعاتِ
الرسمِ، حيثُ يُمكنُ للمرءِ تأجير جسدِهِ
ساعاتٍ معدوداتٍ! حدّثَهُ عن الرسمِ التجريديّ وعن العودةِ إلى البداياتِ
الأولى في "تكوينات"
پيت موندريان. حدّثَهُ عن الليالي
البيضاواتِ في
أقصى الأرضِ. حدّثَهُ عن صوتِ المطرِ وهو يمتصّ كلّ
هدوءٍ. حدّثَهُ عن الهدوءِ
طويلاً. حدّثَهُ –
إذنْ - عن كلّ شيءٍ تقريباً، حتّى أنّه
نَسِيَ الحديثَ
عن نفسه.
***********************
***********************