أسامة أسبر
***
الركض المسعور
-١-
ليس أمامه
إلا أن يكتشفك،
حينها ستُصْغي الدروب
لوقع خطواته
سينسابُ الضوء مسكراً
في عروق الأشياء،
كما ستكتشف عيناه
حين يمرّ على وجهكِ.
-٢-
حين يضيء وجهك
في مدار حياته،
يمد يده
ليلمس الثمرة العابرة
لتوهج عينيك
وسط كل تلك السهول
التي تطلع فيها أشجار أكثر علواً
مع كل خطوة.
-٣-
على الجسور الخضراء
على الضفاف الخضراء
على الشواطئ الخضراء
في الماء الأخضر
لبحر يتقلب على سرير أرقه
يخطو نحوك، عارفاً،
أن وراء جسدك
جسد لم يكتشفه
وراء قبلتك
قبلة لا تعرفها شفتاه
واليوم وهو يلمس شعرك،
دخلت أصابعه فيما يشبه
رقص النجوم
على إيقاع ضوء
يظل هارباً
متنقلاً بين الأشياء.
-٤-
كل هذا كي يظل باحثاً
عنك داخل حياتك
عن جسدك وراء جسدك
عن وجهك وراء وجهك
هذا لأن ما يراه يقوده
هذا لأنه لا يريد أن يكون
حيث لا تلقين لعشاقك إلا الفتات.
-٥-
كي لا يشبع حبهُ،
كي لا يكتمل
كي لا يتقوض داخل نفسه
كي لا يهرم ويحمل عكازاً
ليس أمامه إلا أن يكتشفك
ويسلم قدميه
لهذا الركض المسعور.
.
أسامة أسبر
سوريا