جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

إبراهيم شبل  

في عز الشتا

كنا صغارا لانبلي بالمطر وكان لنا مصدر كبير من مصادر السعادة المتاحة حيث كنا نحول الشتاء الممطر والموحل إلى بهجة مطلقه

تجعل النشوه تسري فيك وكأنك مغامر صغير يتجول داخل شوارع القرية ليلعب في برك المياه التي تجمعت بفعل المطر أو يجمع الطين ليبدع في عمل تماثيل وفي هذا الفن الجميل يتبارى الكثير ويتباهى كل واحد بما صنع من تماثيل عروسة من الطين أو حيوانات أوطيور أو يتبارى الجميع في مص عيدان القصب أو تكسير العيدان بسيف اليد أو لعب الكره في عز الشتاء فالكل لا يهتم إلا بسر البهجة والسعادة أو يجتمع البعص حول النار للتدفئة وسماع حكاوي الجدة أو الجد والتمتع بما يقولون من حدودته رغم ما كانت تعانيه البيوت المبنية من الطين اللبن من نشع للمياه لكن تجد بداخل حجراتها كثيرا من الدفء والسعادة التي كانت تجعل الضحكات تخرج من القلب لتملأ أركان البيت التي قد يعاني قسوة الشتاء القارص ولكن يوجد بداخله قلوب يغلفها الحب

فتسعد بطعامها المتمثل حلة محشي على الكانون البلدي أو فتة عدس أوشوربة عدس لتكتمل البهجة بإلتفاف الأسرة حول الطبلية ليحمد الجميع الله فيمر الشتاء عليها وقد رواها المطر لتنبت وتزهر براعم صغارا لكي تستمر الحياة بالحب الذي كان أهم من أموال الدنيا فلم نعرف شتاء صعبا وقارصا مثل هذا الشتاء الآن لأن كثير من المتغيرات حدثت بالفعل في التركيبة البشرية التي تلهث وراء كل ماهو ماديا بعيدا عن كل ماهو عاطفيا أو حتى يخاطب المشاعر فأصبحنا نتعامل مع بعضنا كالسلعة بالأسواق

(فظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) صدق الله العظيم فتغير المناخ وجاء الشتاء بزمهارير لم نرى مثيله واصبحنا نحتمي نحن وأطفالنا في بيوت محصنه من الحديد والأسمنت ونمنع أولادنا من النزول للشوارع تفاديا لحدوث كوارث  واصبحنا نبحث عن أنفسنا لتجمعنا وجبة الطعام فنجد إن معظم يطلب درفيري كل حسب هواه في الأسرة الواحدة فلانجد بعصنا إلا وكل منا يمسك بتليفونه الخاص يتصفح النت وهو يأكل حتى يقتل وقته بعز الشتاء هكذا ندفع ثمن المدنية الحديثة بالتفكك الأسري

الذي ينهش ثوابت المجتمع

الكاتب/ إبراهيم شبل


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *