محمد حبشي / مصر ..
¤ ضد مجهول ..
1- الحطاب الذي قطع جذع شجرة عجفاء
،
تطرحُ - بدلاً من الثمار -
كثيراً من الأسئلة ،
وجدوا
على جثتهِ آثارَ عضةِ كلب ،
كتب بأسنانه
على ظهر
الفأس ،
" ليس من أجل الظل ، بل إعلاءًا لفضيلة الوفاء " ..
.
.
2- الغصن الذي أبلغ عن أطفالِ
القرية الجائعين ،
حين قطفوا تفاحةً لم تسقط
على رأسِ " نيوتن " ،
حبةَ عنب
من نهدِ امرأة ،
وجدوه مقطوعاً بجوار الترعة ،
يقولُ خيالُ
الحقل ،
تخلصت الشجرة ، قبل الموتِ من العار ..
.
.
3- صاحب الفرن ، الذي ألقى جائعاً
في النار ،
سرقَ منهُ رَغِيفَينِ من الخبز ،
يقولُ
للعصافير:
لقد أخذتُ أخيراً بالثأر ..
تستطيعُ الآن ، سنابلُ القمح تَلَقِي العزاء ..
.
.
4- الضابطُ الذي ضبطَ في بيتِ
العمدة ،
تفاحةً عارية ،
تنامُ
في حضنِ إصبعٍ من المَوز ،
اتهم " نيوتن "
باستغلال قانون الجاذبية ،
في إدارة شبكة
للدعارة ..
واستخدام طبقٍ للفاكهة ، في أعمالٍ منافية للآداب ..
.
.
5- يقول مأمور المركز ، وهو يأكل
الحمامَ والفطير ،
كثرت في قريتكَ يا عمدة ،
بسبب تلك الشجرة
اللعينة ،
حوادث القتل التي قُيِّدَت ضد مجهول ..
فيجيبهُ ، ورغم بوار الأرض ،
وقطع لسان الشجرة ،
مازال الأراجوز
يُشيعُ
بين أبناء القرية ، أن سعاد حسني لم تنتحر ،
وأن زواج عتريس
من فؤادة
باطل ،
رغم شهادة إمام المسجد ، وشيخ الخفر على العقد ..
ويحكي المجذوب للأطفال ، أن غداً ،
سينبت مكان الشجرة ،
وطناً جديداً ،
ليس به
حطاب ، أو ضابط ، أو عمدة ، أو صاحب عزبةِ ، أو فرن ..
وأن مهرجاً ،
يمشي
على الحبل ،
سوف يقومُ ب تعيينِ الكلب ،
مأموراً للمركز ، مديراً للسيرك ، حاكماً للمدينة ..
محمد حبشي / مصر ..