أحمدعبد الرحمن جنيدو
العراقُ
منْ أباهُ التَّاريخُ هذا العراقُ.
يا اعتزازاً والرَّافدانِ اعتناقُ.
لو سألتَ المعنى المكمِّلَ عنهُ،
قالَ: أنَّ المعنى الدَّقيقَ عراقُ.
وإذا كنتمْ في الشَّواهدِ سطراً،
إنَّ أرباضي في السُّطورِ ائتلاقُ.
كمْ يصلِّي الهيامُ فوقَ سرابٍ،
إذْ تهاوى العظيمُ ضاعَ الرِّفاقُ.
للصِّواعِ المخبّئِ القمحُ سرٌّ،
إخوتي في الأرضِ الحزينةِ عاقوا.
أنا منكَ الفؤادُ أنتَ دمائي،
كيفَ أقصيكَ القلبَ منِّي انشقاقُ.
بابلُ الألواحُ استفاضتْ مناراً،
(نينوى) الآبادُ العريقةُ ساقُ.
إنْ وردتَ الأفكارَ عذبَ فراتٍ،
دجلةُ الغدقُ طارحٌ رقراقُ.
الرُّصافيُّ جملةٌ في كتابٍ،
خلفَ مسراهُ البارعاتِ تساقُ.
هوَ حزنُ السَّيَّابِ ينبشُ قلباً،
فوقَ ذرَّاتِ الآهِ نخلاً يُذاقُ.
لأبي تمَّامَ القصيدةُ رصعٌ،
وأنينُ الجواهريِّ عناقُ.
وليالي بغدادَ نجمُ سهيلٍ،
ولمنْ يقرأَ المساءَ انسياقُ.
الخليجُ الحزينُ أمِّي وجدِّي،
شطُّهُ المستريحُ سحرٌ وثاقُ.
منْ أباهُ العراقُ لا لا تخفْ لا
في الشُّموخِ الجذورُ والأوراقُ.
أنا (أوروكَ )المهدِ هدْهدْتُ علماً،
في مهادِ الحروفِ نزفي يُراقُ.
أنا (جلجامشُ)، الخلودِ وجودي،
وعلى نهرِ الذّنبِ فاضَ الدُّهاقُ.
أنا (أنكيدو) الحرُّ عندَ صلاةٍ،
وقفَ الموتُ المستفيضُ يُعاقُ.
(حمورابي) الحكمُ المتينُ عدولٌ،
وهو المعنى والمنتهى الدَّفاقُ.
وأنا عصرُ كلِّ عصرٍ أتاهمْ،
منهلُ الشيءِ في اكتمالٍ يُباقُ.
أنا دنيا ومأثرٌ وبقاءٌ،
أنا كلٌّ لكمْ لأنِّي العراقُ.
في فراغٍ محكَّمٍ بدماءٍ
سكنَ الموتُ مرفقي واحتراقُ.
ما يزالُ الحلمُ الجميلُ بقلبي
فأنا رجعٌ من رمادي انبثاقُ.
من أباهُ التَّاريخُ يمضي عزيزاً،
لو على الدَّربِ يستنيرُ المحاقُ.
2/10/2021
شعر: أحمد جنيدو