محمود نوحو ابراهيم
لستُ يوسف ياأبي:وأخوتي يعلمون
مستوحش أنا ياأبي
في الحياة
لاتمرني السيّارة
ولا شهوة الذئب
ادركت ضعفي
ولاأخوتي حملوا
إليك قميصي
أعمه في تيه أسئلة تراودني
عن نفسي
وتقصي بي في بيداء
لانبت فيها للفرح
ولاهم يحزنون
أدلج في سراي
زادي قليل
ومحنتي استحكمت
أطنابها
يحيطني سردقها
ومامن مغيث
وأن استغيث
أغاث بنكران أنتمائي
يسألني القلب
دربا فيأبى
الأشارة إليّ الدليل
ياأبي
وحدتي عنواني شجوي
ويوغل في العمر
وخز الصليل
أبي
ماقلت أنّي
رأيت كواكباً لي ساجدة
وماأدعيت
برؤيايّ شمساً وقمراً
ولاسبعاً عجافاً
ولابقراً
ممايعقلون
ياأبي
رمدّت روحي
عرجون جسدي
وذبّل الظمأ نخل جنتي وأعنابها
وفخرتني الظنون
أبتي
لست يوسف
ولكن أخوتي لايدركون
أناياأبي سورة الرمل
وحمأةالعطش
يضربني التيه
قصب تهزه الريح
فيرغل أنينا
أُهلكوا نفسي
بمايدّعون
أنا ياأبي
السبيل الى غيابة
جب الندامة
والسراب الذي يوغل
في الخديعة والمكر
أنا تجلي الهزيمة
أستصرخ شيطان أخطائي
فينكرني
ويبرأ مني
ومارجمت
ومالعنت
وماوجهت وجهي
لغير الذي يعلمون
فاطر الحزن
والوحشة
رافع السماء بلا عمد
خالق الجمال
باسط الأرض
رب محمد والتابعون
أنا ياأبي
مابدأت بغير الذي يبدؤون
صليت شفعاً ووتراِ
ونافلةً ووحدت مثلما
يفعولون
وعدتهم مرضى
ونحرت لهم قطاة القلب
لكنهم حجروني
تروكوني لوحشة كلبي
و(شالوا)
وبقيت
أبكي مايعمهون
وحدي أعافر
سكينة العجز
التي لايعرفون
جذام بروحي
وأسئلتي مجدورة
تكبر وتكبر على جهلهم
فينكرون
علىّ الحق
في أسئلة
أورثتني الجنون
وصبري على المحنة
تلك مصيبتي
وأنهم يعلمون
ومافي أذانهم وقر
وهم مبصرون
ولكنهم
لايفزعون لمايحيق
بي
ولا يستصرخون
أخوتي
تركوني
لوحشة الجب
وبراءة الذئب
وأخذوا قميصي
وقدوه من قُبُّلٍ
لتبلسني الخيانة
وكل الجريمة
وتلبسهم برأتهم من دمي
الذي سفحوه في بئر
خطيئتهم
أبتي أخوتي مجرمون
لاتسامحهم
أبتي أنهم يعلمون
