سليمان حسين

البعض يتغير في سلوكه ويتخذ منك موقفا سلبيا فقط لأنه سمع عنك ولم يسمع منك وهذا سلوك خاطئ وغير منطقي لنحكم من خلاله على شخص ما ومن ثم اتخاذ موقف معاد منه.

فكم من أشخاص كانوا ملجأ لأرواحنا وجدرا سميكة تسند انكساراتنا فتنكرنا لصنيع جميلها وفكينا ارتباطاتنا بها فظلمناهم ونصبنا لهم العداء فقط لأن أحدهم نقل لنا صورة سلبية عنهم أو أنه قد تحدث عنا بسوء حال غيابنا دون أن نتحقق فيما إذا كان قد حدث ذلك بالفعل أم لا.

لندع للاخر فرصة الدفاع عن نفسه وإيضاح موقفه وهذا واجب يتحتم عليك القيام به وإن لم تصنع ذلك فالخلل فيك وليس فيه لأنك شخص يسهل خداعه والتغرير به.

لنكن راقيين في تعاملاتنا بعيدا عن الأنانية المبطنة بسوء الظن وجاهلية السلوك لا لشيء وإنما ارتقاء للذات واحتراما للآخر فمن خسرته حتما سيخسرك صحيح أنه قد يأسف لم حصل لكنه بالطبع سيضحك ساخرا من موقفك بينما يده تتراخى ببطئ مفلتة يدك.

الحياة ستستمر في النهاية ولن تتوقف عليك فلست محور كونه ولا ولي نعمته لكنك ستكتشف ربما بعد أمد بعيد بأن واشيا قد استغفلك واستغل مراهقتك وهشاشة عاطفتك ليعميك عن رؤية الكثير من الحقائق بعيدا عن سذاجة القلب وطيش العاطفة.

وقد لا تكتشف ذلك مطلقا لأنك غلبت عاطفتك على وعيك وتلك لعمري أسوأ ما قد يبتلى المرء به.

لا تتخلوا عن محبيكم وذويكم وأصدقائكم إرضاء لغيركم ولا تجعلوا من هفواتهم البسيطة أعذارا تبرر أسباب رحيلكم تذكروا أجمل ما فيهم واسترجعوا لحظات جميلة تقاسموها معكم ثم تشبثوا جيدا بهم وتجاوزوا عن زلاتهم وتذكروا في النهاية ثمة قلوب أرهقتها الحياة وأوجعتها المواقف إلى الحد الذي لم تعد قادرة فيه على إثبات براءتها ونفي ما نسب من تهم باطلة ضدها فاكتفت بالصمت والدموع تعبيرا عن خذلانها وخيباتها.

***********************