عبد الرحمن مقلد
مغامرة الكلب.. (قصيدة جديدة)
الكلبُ استلقى كأبي الهولِ
وقطعَ طريقكِ
نحو البيتِ -
نظْرَاتُ الكلبِ
الإصرارُ
على أن يصبح قاطعَ طرقٍ محترفًا
أشعلَ فيكِ الخوفَ
فأغرى كلَّ غرائزكِ الخامدةِ
أفشى الصيرورةَ في جسدِكِ
زرعَ الرعبَ وهو ينبحُ
غيرَ مبالٍ
هذا الكلب المُتَبصرُ
أراد لقلبكِ أن يتدفقَ بالنبضاتِ الحيةِ
أدخلَ رأسَكِ لتخومِ الأدْرِيالين
جعلكِ ترتعدينَ
فيسري عرقُكِ من رقبتكِ لموطئ ظهرِك
شَغَل النهدينِ عروسين
ما هذي الورطةُ؟!
الخوفُ.. الرعبُ.. الرَعْشُ.. خوارُ الأعصابِ: طريقُ ممارسةِ الحبِ صباحًا!
أحياكِ الحيوانُ
أرخى صوتَك
أعطاه الموسيقى اللازمةَ
وأغرقه بوصالِ الشهوةِ
ليئن أنينًا عبر الهاتف:
«الكلب.. »
ما أطلقه الصوتُ الخائفُ عبر هواءِ الخدمةِ
أشعلَ عند حبيبِك
حَدْسَ الخَطرِ
مزيجٌ من دلهٍ ودلالٍ أيضًا لصقا فيه وتبعاه:
المرأةُ ضد الكلبِ
ضعيفٌ يستنجُدك
ويستهويك
لتنهضَ من ترويضِ الأحلامِ
سريرُك يلقِيكَ
وتغلي بالحمى
أن تتلقى
المرأةَ نافرةً تتوسلُ
تلقاها صدرًا ينهدُ من تهييجِ الرعبِ
وتلقاك على ينبوعِ الشهوةِ
- تلك معادلةُ الكلبِ -
الخوفُ لديها/ يقابله الخوفُ عليها
اللهفةُ عندك: الخطرُ هنالك
الضفة والضفة
ويخوض النهرُ على المنتصفِ:
الهربُ رسولًا: اللوذُ جوابًا
الرعبُ: فكَاكُ غزالٍ من أنياب الذئب
شهقة إفلات الأرجوحة: تنهيدة عودتها للهدهدةِ
الاسترخاء على قدمي حبيبِكِ
ماءٌ أكثرُ يَنفُضُ في إحليلِكَ
ويقومُ الشيء
ويبلغُ حَدَّ الإكليلِ الأعلى
صنعُ غرامٍ بطريقةِ كلبٍ..
أخلى بين طريدٍ وطريدتِه
أزالَ الأحراشَ
أطعمَه الشغفَ
أيقضَ حسَّ مغامرةِ البدْءِ
أن نتحاربَ
يدانِ يديْن
وقدمانِ لقدامين
أنا والكلبُ
ذواتُ قوائمَ أربعةٍ
قردٌ أعلى يطأُ الورقَ الناشفَ يقفزُ
ويجزُّ
يقابله ذئبٌ منتفضٌ
- هذا لم يحدث
بين العاشق وأخيه الكلب -
لكن الرغبةَ أعطتُه الفرضيةَ
تخييلٌ يشتدُّ ويَنشدُ أن يتهيأَ
قناصًا في إغراءِ فريستِه
أن يندسَّ عليها ولديه من ذكراه الوحشيةِ
أعضاءٌ تستيقظُ
يطلعُ فيها شوكٌ
والحاجةُ
للجسدِ اللينِ تحتدُّ
إذنْ الشبقُ
يساوي ما عرفه الكلب عليه:
الخطرُ: الحاجةُ لمغامرةٍ
حتي يصلَ الزوجانِ
لتكرارِ الحب معًا
...
ضحكا
والنهدان انطرحا فوق الصَدرِ
وأعلى القُبلةِ أن ينتفضَ ويمسك بالشفتين
ويأكل ما يلقاه من كرْزَاتٍ تطرحُ واحدةً واحدةً
ثم يدوران
الدورةَ ثم الدورةَ
أعلى القبلةِ أن ينخطفَ الفاهان
وينسلخانِ من إقباضِ اللحم
وإنشابِ النابينِ
لبهاءِ الفردوسِ
أن يندرجا في الأخدودِ
ثم يعودان.. وينطلقانِ
لذروةِ جبلٍ
الكلبةُ والكلبُ اشتبكا
في ترتيبٍ بريٍّ مفتونٍ
ممتنين
لأبي الهولِ الرابضِ عند البابْ