عدنان فالح دخيل
"أبي آدمُ"
استكمالا للمنشور السابق عن القصيدة التي تجاوز عمرها الآن أكثر من خمسة
وعشرين عاماً، أنشر هنا توأمها. والقصيدتان كانتا استحضاراً لدقائق الوداع الأخيرة
لأبي، الذي تناهى لي بكاؤه العالي عندما تعدّت قدمايَ عتبة باب البيت، فعدتُ إليهِ
وحضنته، فتأكدتُ أنّي لن أراهُ بعدُ، وهذا – للأسف - ما حصل!
"أبي آدمُ"
إلى أبي
ليس في سرّ آدم أن يمزج الخمر بالقلب أو بالرصاص أو الأقنعهْ
أو يغازل آلهة الماء
فالأرض خضراء كالقوقعهْ
والمساءات خضراء
والقلب أخضر
ثمّ الوجوه الحليقة تُفرح آدم: أبناؤه
والمراعي الكثيفةُ.
كلّ مساء نجيء له بالفقاعات يعصرها
باليدينْ
فتطير الفقاعات ثمّ الفقاعات أو
وجه آدم
لكنّ آدم لا يصنع الأسلحهْ
فنراه يلاحقها بالجبينْ.
إنّ آدم يضحك، يضحك، إذ تسقط الأضرحهْ.
***********************
***********************
