باسم عبد الكريم العراقي
الى شهداء الكلمة الحرة :
صرخة في وادي الاوثان
الكلمة الحرة ،كلمة تشق على الطغاة عصا الطاعة، و تنتشر بين الناس كما
ينتشر العطر ، فهي لا تنحني امام ( كواتم
صوت )طاغوت ،او كواتم ضمير للفرد ولا لحكمه المتعصب.
غالبية الحكام العرب تتحول أراؤهم إلى كتب مقدسة، مع انهم محض متشدقين ،
بزائف الخطاب ، وكاذب الوعود، و"دون كيشوتية"البطولات.
والكلمة الحرة تنير ظلام العقول ، وتحررها من وثنية التبعية
العمياء"للآخر" ، وتحثها على التفكير بلا قيودٍ "لمحظور"، او
حدودٍ "لممنوع" ،اما كلمة الحاكم المستبد فهي بلا نبض ، جامدة لا تقف
عند علامات الترقيم ولا تهتم بالفواصل.
الكلمة الحرة تقتل الطغاة والمستبدين ،تفضح حقيقة عريهم الانساني في محافل
المعاني ، فتسقطهم من علياء عروشهم ، إلى حضيض خوائهم .
الكلمة الحرة كلمة الشعب ،وهي تقف عند حدود الفواصل والنقاط وعلامات
الترقيم ،وكلمة المستبد تصدر عن مسكونٍ بجنون العظمة، كل مراده أن يتسلط على رقاب
العباد في حياته، وبعد مماته.
الكلمة الحرة لم ولن تعيش في اوطان الإستبداد العربي، حيث لا يمكن أن يبدع
المثقفون وهم، حتى اليوم، معتكفون في
"منازل بني عبس وتميم وقريش...لأن "صحف" بني عبس لا تتناسب مع
روحية العصر الحديث المتجددة
،و"كتاب" بني قريش الديني لا يظهر به أي إعجاز في عصر تطور العلوم المدنية
والتكنولوجية الحيوية .
وكل ما نجده في مجتمعاتنا
العربية ، من أثرٍ للكلمة (الحرة)هو
انها تصفيق وزعيق وهتافات (بالروح بالدم
نفديك يا..)لتلميع صورة الطواغيت ، وتزويق شنيع افعالهم ، فلانقداً او انتقادا ،
ولا نقاشاً حراً ،اوحواراً يحترم الرأي الآخر ( لاان يلغيه )،وتتحول الأقلام إلى
مدافع رشاشة حبرها دم قااااان .
الكلمة الحرة تقظ مضاجع الحكام العرب ، ومن لايتمكنون من شراء ولاء اصاحبها
بالأموال، يستنفرون العيون ،ويضعون الخطط الامنية ! ويبثون كواتم الصوت في كل
مكان لإخراس ألسنتهم ، بالقتل والتغييب
والتهجير ، ولعل اهون ما يطالهم ( اعني احرار الكلمة ) هو تشويه سمعتهم بالدعايات
والافتراءات الكاذبة، واتهامهم بالتآمر على الشعب والعمالة لمن يريد شراً بالوطن
!! .
صاحب الكلمة المستبدة تموت كلمته بموته وقبل أن يواري جثمانه الثرى ،اما
صاحب الكلمة الحرة فكلمته تبقى متجددة
الحياة في عقول وقلوب الناس وضمائرهم ما دارت الأرض ، وابتسم فجر جديد .
وللكلمة المستبدة أعوان مأجورون
ولصاحب الكلمة الحرة عشاق ومؤمنون بها ، وهم مستعدون للموت من اجل ديموتها.
وأصحاب الكلمات المستبدة يقاتلون وظهورهم مكشوفة للتاريخ وللناس .
اما أصحأب الكلمة الحرة فيقاتلون وصدورهم مكشوفة ، لانهم اصحاب رسالة وطنية وانسانية ، مؤمنون بأن رسالتهم ، وان غالهم ارباب الظلام ، تبقى ابديةَ الحياة في وجدان أصحاب الوعي الحر.
ـ باسم العراقي ـ