مؤمن سمير
*أزمة منتصف العمر*
قصائدُ كثيرة بدأتُها ب "أُحِسُّ.." و "رأيتُ.." أو
"أنا الذي.." لكنني حقيقةً سَئِمْتُ من مرآتي وأشباحها وبتُّ لا
أتحمَّسُ كثيراً لكَفِّي وهي تكبرُ وتتشعب ثم تهوِي على الزجاج المراوغ وتنثر
الدمَ والكوابيس وتملأ بهم كيسي المهترئ..
قصائد كثيرة بدأتها ب"الرجل الذي.." و "البنتُ.." و
"الغَيْمَةُ.." و"الزحام..".. لكنني سَئِمْتُ من التسلل
وإخراج اللحمِ من العلبِ المدفونة في الطين..
و اليوم وأنا أرى العجوز تقف لي أسفل الشرفة وهي تبتسمُ وتغمز بعينيْها..
صرتُ لا أحتملُ الموتى ولا الأحياء.. الطيورَ و الشبابيكَ والكلابَ و الأنهار.. كل
الكائنات التي خانتني وسكنت هذه الصفحات أو تلك الشوارع أو حتى طارت في هذا
الهواء..
صرتُ أتوقُ لقصيدةٍ تهرب من السماء والأرض التي تبتعد كلما خطونا عليها..
تصحو بلا غاباتٍ ولا معابدَ ولا حبٍ ولا عَرَق.. تزحفُ بمكرٍ ثم تتآكلُ كلما سقطت
على بطنها شمسٌ أو التصقَ بتلويحاتها قمر.. قصائد لا تقول شيئاً لكنها تحيا بأملٍ
كاذبٍ وخبيث،
ينبضُ كلما مَرَّ جوارهُ شوقٌ
أو ارتعشت على خُصْلَتِهِ
قُبْلَةْ..