هاني الفحام
الموت أخر ما توصلنا إليه !!!
توطئة
كان الصباح
يطل من رئتي طرياً مثل سنبله الدخان
كانت تبوح به
الستائر خلف نافذتي
وترفل بالسناء كل الزوايا في المكان
واليوم يأتي
صبحنا العربي منكسراً جبان
ماذا تبقي كي
نعيش ؟!
ماذا تبقي
والمدينة ليس يسكنها الأمان .
إلى
القصيدة:-
" 1 "
قال الفتى:-
عربياً أنا وأدرك أن الصبايا كحبات قمحٍ توسدن
هذى المدينة.
وأضاف الفتي
: كم سأبدو نبياً تنزل من كومة الفحم .
يا ألهي . يا
اله الصبايا : كائنات الكريستال
من يقتل
الضابط الغجري العنيد
من يسرق
قنينة الخمر .
من يشتري بالريالات دم الشهيد ودمعة" إلزا
".
" 2 "
كل هذا .
وكان الحديث يدور على هامش البرلمان
الكراسي تئن.
ودخان سيجارةٍ دائخ ونبيذ
والقرارات طافحة بالكلام المعلب والزيف
والبيان الختامي. ذاك البيان الذي جاء قبل الأوان.
" 3 "
ليس ثمة من
يشهد ألان غير الفناجين والصحفي المبرمج
والكامرات
وأنا
لم تفتني التفاصيل بعد
لم تفتني الشخوص الكثيرة والهجمات الكثيرة
لم تفتني دوي
القنابل والمشهد الدموي الأنيق
لم يفتني الصراخ الأخير لطفلٍ يموت قُبيل جفاف
ابتسامة أمة.
لم تفتني
التفاصيل بعد
كما لم تفت " حنظله ".
" 4 "
" وجاء
من أقصى المدينة " شاهد حال يقلب كفيه
وجاءت حمام المدينة مقصوصة الريش
وجاء الدمار.
" 5 "
وكان الزعيم
العظيم على شاشة "التلفزة "
وفي خبرٍ
عاجل قال :
( لم نمت بعد
..
فشكراً لرب العباد على هذه المعجزة) . وصفًق كل
الحضور وما صفقوا
ولكنها صفرة الريح مصحوبة الأتربة .
" 6 "
وأضاف الفتي:
ما الذي يحدث الآن في العرب العاربة ؟!
وما
الذي....والذي.... وأين .... وكيف...؟!!!!
ولكنة لم ير الأجوبة !
" 7 "
فتمر السنين
وما غيرنا نتقاتل باسم القبيلة
وما غيرنا
يشرب الذل والقهر
وما غيرنا
جرب الموت
ومات على ذمة التجربة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ*
هاني الفحام