مريم الأحمد
أخشى المقابلات الصحفية
ماذا عساي أقول لو سألني الصحفي عن أسباب غزو العراق
أو زراعة الحشيش في القطر اللبناني الشقيق
أخشى التلعثم إذا سألني السؤال المعتوه
من يشجعك على الكتابة ؟
لمن تكتبين ، لن أعرف
لن أعرف ، و
سأرتبك .
ماذا لو سألني
عن رأيي بالمذاهب الشعرية الحديثة ،أو فلسفة أدونيس؟
ربما سألني عن حبيبة محمود درويش ، و الإله الذي يصلي في عينيها ، هل أقول
أني أعشق وليم بليك ؟ أو إدغار آلان بو ، هل أقول أني أتقمص شخصية شارلوت برونتي
أني أدخل مخيلة تشيخوف
من دموع غوركي ؟
هل أقول أني مشدوهة مذ هوى الليل من معلقة امرئ القيس ، و مذ لمع بارق سيف
عنترة
لا أحد يعرفني
لا السيف ، لا الرمح ، لا القرطاس ، لا القلم
و لا أنام بتاتاً
شيء ما في صدري يؤلمني
لن أعمل أي مقابلة صحفية أو تلفزيونية.
سأتجنب الإحراج ، لن أدعهم يكشفون خوفي ، لن أقول له أن جدتي شاعرتي
المفضلة ، أنها وشمت قصائدها على ذراعيها
لن أقول أنها كانت تختار لي أسمائي و أسمالي كل شتاء
كما تختار أسماء دجاجاتها و صيصانها
لن أقول أني ولدتُ بلا اسم
وبلا دين
قالت لي أمي : دينك ضميرك
قال أبي : دينك عقلك ، وقالت أختي : لا داعي للدين
عيشي بمحبة مثل قطرة مطر
أنا
قطرة مطر
تخشى اللقاءات التلفزيونية ، وتخشى ألا يفهم أحد شفافيتها
و حساسيتها ، تخشى أن تنزلق من بين أصابعكم
دون أن تعرفوا اسمها ، دون
أن تتذكروا وجهها ، دون
أن تلاحظوا عمرها
القصير .
